الصداقة كلمة واحدة لكنها متعددة المعاني فهي تعني “الحب ،الأقدام ،التضحية ،الوفاء ،التسامح “وغيرها من الصفات التي تعزز بناء هذه الرابطة الانسانية الحقة والصداقة نوعان، منها مايموت بسرعة، ومنها مايعمر ويدوم ...لكن، ايهما اطول عمرا ، صداقة الرجال ام صداقة النساء ؟

يرى صادق محمد / موظف بان طول عمر الصداقة لايتحدد بوقت ولاتحكمه الأيام لكن الذي يحكم الصداقة وبقاء دوامها هو شخصية الصديقين ذاتهما فاذا كانت صداقتهما مبنية على القيم المعنوية ستدوم ويطول عمرها اما اذا كان العكس فسرعان ماتموت وتضمحل، مضيفا بأنه لابد ان تتوفر بعض الشروط في شخصية احد الصديقين كأن يغفر الصديق لصديقه زلاته واخطائه ويغض النظر عن المساوئ في شخصيته ويعمل على تقويمها وتصحيحها وكذلك لابد لأحد الصديقين ان يقدم بعض التنازلات اذا مااقتضت الحاجة من اجل استمرارالصداقة لكن هذا لايعني انه كلما اخطأ صديق بحق الاخر ان يقدم التنازلات بحجة دوام الصداقة بل يجب وضع الصداقة فوق كل اعتبار وبهذا تكون هذه عوامل لدوام عمر الصداقة فالصديق هو ثاني النفس وثالث العينين ، تلك العين التي نبصر بها الأشياء من حولنا فكيف لاتدوم صداقتي به ويطول مدى عمرها ... 

بينما ترى حياة جابر / ربة بيت ان عمر صداقة النساء اطول من الرجال وذلك لأن المرأة بطبعها عاطفية تميل الى الاحتفاظ بكل شيء تحبه وان كان على حساب نفسها فهي لازالت تمتلك صداقة دامت اكثر من 30 سنة وتقدس هذه الصداقة كما تقدس حياتي الزوجية تماما و صديقتها هي المرجع الأساسي لها في كل امور الحياة وهي في داخلها تشعربان صديقتها هي جزء منها ومن حياتها ...

أما الباحثة الاجتماعية سفانة غانم فتعتقد ان الصداقة على عدة انواع وحتى الأصدقاء كذلك فهم ليسوا كلهم على مستوى واحد عند الشخص لابل ان هنالك صديقا مقربا جدا الى درجة عدم وجود حواجز بينه وبين الآخر ...اما فيما يخص انواعها فهناك الصداقة المؤقتة والتي سرعان ماتنتهي بمجرد انتهاء الظرف الذي جمع الطرفين وهناك الصداقة الدائمية التي تمتد لفترة طويلة قد تكون العمر كله اما موضوع طول العلاقة فهي مسألة متعلقة بمدى نضج الشخص وكيفية تعامله مع الاخرين ، فضلا عن موضوع المصلحة والمادة فكثيرا مايتشاجر الاخوة لأسباب مادية ودنيوية فما بالك بالأصدقاء فالمصلحة اذا مادخلت بين طرفين فمن شأنها ان تهدم العلاقة بينهما وهذا طبعا ينطبق على الرجل والمرأة على حد سواء ...

من جهتها ترى المعلمة حنان احمد محمود ان الصداقة علاقة يجب المحافظة عليها وتنقيتها من اية شائبة قد تلوثها وتقضي عليها وهناك قول مأثور معروف لدى الأغلبية وهو “ رب اخ لك لم تلده امك “فكم من احد لجأ الى اصدقائه بعد ان تركه اخوه واهله...فاذا تم وضع المصلحة الشخصية جانبا فان العلاقة ستكون طويلة الى الأبد ...

اما الدكتور عبد الرزاق محمد/استاذ علم النفس في كلية التربية فيرى ان اختيار الفرد لصديقه يتم على اساس عدة محفزات نفسية في مقدمتها ان تكون توجهات وميول الصديق تتطابق مع طباع وتوجهات الفرد المقابل ..واستمرار العلاقة من عدمه يتوقف على ذكاء الشخص وكيفية ادارته للعلاقة اذ يجب على كل واحد منا ان يحرص على استمرار العلاقة لأطول مدة ممكنة ومعرفة طباع صديقه وماالذي يكرهه ويثيره وماالذي يسعده وهكذا واذا ماعرف الشخص هذه المسائل فانه في المحصلة سيتصرف مع الصديق بشكل مريح يؤدي الى استمرار العلاقة بينهما لمدة اطول ...كما ان من الممكن ان يختبر الانسان صداقاته فاثناء الشدات والمواقف الصعبة التي يتعرض لها الانسان فانه يعرف من هو الوفي له وبالتالي سيأخذ موقفا ويعيد حساباته في علاقاته

 باصدقائه.