المجتمع وإدراك الأزمة

اسرة ومجتمع 2019/02/02
...

عالية طالب
كيف نعمل على مواجهة الازمة ان لم نكن قادرين على تشخيص وجودها وآثارها وتعدد اسقاطاتها؟ وكيف يمكن لمجتمع يعيش ازمات متناسخة ان يعرف بوضوح أهمية وحجم كل ما يمر به ومدى سلبية الاثر الناتج عن بقاء الازمة او استفحالها؟
هناك ازمات حقيقية واخرى وهمية وما بين الاولى والثانية تدخل بعض الشرائح اعتمادا على خلفيتها المعرفية والثقافية والتربوية في دوامة تقبل الحالة والعيش في دوامة التعامل السلبي معها والاستسلام بطريقة تجعل الوهمية قادرة على ان تكون حقيقية فتدخل في حلقة يدور بها المجتمع دون ان يكون قادرا على استبيان اين يقع خط الشروع وكيف نصل الى نهايات معقولة دون ان ندفع ضرائب ملموسة او متخيلة.
تدخل المرأة احيانا بإرادتها وبفعل ضغوط المجتمع والاسرة والعمل، في قبول انتاج ازمة وهمية لتعيش فيها  بكامل تغييب وعيها وكأنها مستمتعة بكونها تحمل صفة “ ضحية” لتشعر بأنها دائما انسان قادر على الشكوى حتى وان لم يصغ اليه احد، وقد تكتفي بالاستماع لنفسها وهي تعيد انتاج ازمتها لتأخذ اشكالا متعددة تندرج تحت بنود “ الاستلاب الانساني” الذي يتيح لها التخلص من شعورها بأنها قادرة على ايجاد الحل، وهنا تبدأ بالبحث عمن يجد لها المخرج في دهاليز لا تدري كيف اوصلت نفسها اليها.
المرأة التي تعيش ازمة حقيقية عليها ان تدرك ان الحلول لا تأتي من الخارج ولا تستورد بل عليها ان تعمل لإيجاد منافذ صالحة لتفتيت اية صعوبات او ازمات  تمر بها ولا يتم الامر بخلق ازمات موازية بل بالمواجهة  والقدرة على تطويع الحالة وصولا الى نتائج مهمة قد تغير المنظومة الكاملة التي ادخلت نفسها فيها بارادتها او نتيجة الرضوخ لواقع مفروض، ولا تلجأ الى محاكاة التجربة مع غيرها فلكل حالة خصوصية تلازمها ولا يمكن استنساخ تجارب الاخرين للتخلص من تشابكات تمر بنا والا سندخل في دوامة تلد اخرى ولن ينتهي الامر الا بأزمات متجددة.
الواقع الذي تعيشه المرأة لا يمكن له ان يقبل بتعدد الازمات فما مر بها وما تعيشه الان يجعلها قادرة على استبيان خطواتها جيدا ولا يمكن لامرأة عراقية ان تقارن نفسها بامرأة اخرى لم تمر بكل ما مرت هي به من صعوبات عجز المجتمع  يوما بكل  امكانياته عن مد يد المساعدة الحقيقية لها ، وعبر هذه النقطة المهمة فأن عليها ان تعرف كيف تلغي الملفات السلبية لتبدأ دائما من جديد وبقدرة نعرف كلنا كم هو حجمها الهائل  والمنتج بايجابية تحسب لها
 دائما.
الازمات بكل انواعها حقيقية ووهمية ، ثقافية واجتماعية ، اقتصادية وقانونية ... لا بد من التعامل معها بواقعية حتمية وعدم اتخاذ الهرب وسيلة اعتمادا على فكرة مرور الزمن الكفيل بالحلول ، فما عاد الزمن بقادر على الانتظار بعد ان ارتضت المرأة الاستسلام طويلا لانتظار حلوله
 السحرية .