ثامر الهيمص
أثرى أثرياء العالم الآن هو الذي استثمر في صناعة السيارة الكهربائية، اذ لا قى دعما من عودة اميركا لاتفاقية المناخ الدولية، حيث الاعتماد على الطاقة النظيفة للحفاظ على درجة حرارة الارض بتقليل التلوث حتى العام 2030 كحد اعلى . لا شك أنها رسالة قوية للدول المصدرة للنفط خصوصا، ان صناعة السيارات تتصدر قائمة التلوث الذي يزداد سنويا، لذلك لا بد من بديل غير ملوث، والرافع لدرجة حرارة الارض التي من المتوقع ان تترتب عليها كوارث بيئية وصحية، والعالم غير مستعد بكل الاحوال لمواجهة هذا التحدي الخطير جدا . ستدفع الدول المصدرة للنفط، الريعية منها خصوصا، فاتورة مضاعفة، لاسيما نحن في اقل من عشر سنوات، لم تكتمل بنيتنا التحتية ولم نكتف ذاتيا من الطاقة الكهربائية حتى الان ، حيث علاقاتنا الكهربائية غير تكاملية حتى في وقودها، لذلك نحن في موقف لا نحسد عليه، لاسيما ان الاميركان يسعون للاقتصاد الاخضر حسب تصريحات رسمية . انعطافة النفط التاريخية هذه لا تخرج من مكر التاريخ بالنسبة لنا، علما اننا دولة ريعية لم تستعد حتى لاحتمال نضوبه، فأميركا وكنتيجة للاتجاه المستدام امام فرصة تاريخية لمكافحة البطالة وما تحتاجه صناعتها الجديدة من خدمات وصولا لكلف التلوث صحيا وبيئيا ، لانها تملك البنية التحتية المناسبة. العراق يمتلك جميع العوامل الموضوعية غاز واعد جدا كطاقة نظيفة لكنها غير متجددة، والشمس المشرقة لأغلب أيام السنة، فضلا عن خزانات السدود التي لم تطور منذ عقود واقتصرت على الصيانة، كما لا يفوتنا توفر الرياح ، لكننا بحاجة الى ادارة فاعلة لمصادر الطاقة هذه، لنتمكن من مواكبة الزمن المتسارع الذي يدعوننا للوصول الى المستوى الاقليمي والدولي. انتاج المحاصيل الستراتيجية تعد الاساس في بنية الاقتصاد المستدام ، مثلا لدينا صناعة ملابس ومعامل خياطة ولدينا فئات متعددة من المجتمع تحتاج الزي الموحد، ما يحقق الجدوى الاقتصادية، الى جانب انتاج الزيوت النباتية للبطاقة التموينية، ثم ألم تكن الحنطة كافية وتغنينا عن الاستيراد؟ وكذلك انتاج الرز بالزراعة الحديثة والتقليدية ؟ نعم لدينا معامل اهلية ولكن اغلب موادها الخام مستوردة، وهذا خطأ وفق المقاييس الوطنية والاقتصادية، وكذا الحال في صناعة الادوية . لعل الأبرز في هذا وما زلنا ندفع ثمنه باهظا في اعداد الموازنة قانون النفط والغاز، الذي يحل الاشكال اقتصاديا وماليا لكنه من القوانين غير المشرعة، فهل بهذه الادارة السيئة لثروات البلد نرد على تحديات المناخ الاخضر؟ والاهم ألا نغفل ذكر نسبة الغابات في العراق البالغة 2 بالمئة من المساحة الكلية للبلد.