صحوة السفّانة !!

الرياضة 2021/02/06
...

طه كمر
 
عندما نتحدث عن مسابقة دورينا الكروي الممتاز بكل تفاصيله ، نجد أهم ما يميزه ويشوق متابعيه هو ذلك التغيير المفاجئ في أداء فرقه ونتائجها ، خصوصا التي تحتل المراكز المتأخرة بجدول التدريب ، ما يجعل البعض يفسر تلك الحالة على هواه فنجده تارة يحسبها صحوة مفاجئة وأخرى يعلقها على شماعة الحظ والصدفة ، لكن بالنتيجة هي حالة ايجابية تحسب لمن يفرضها على واقع الحال.
في دورينا للموسم الحالي ظهرت حالة سلبية جدا تلك التي جعلت فريق الميناء أو سفّانة الجنوب كما يحلو لعشاقه أن يطلقوا عليه ، عندما افترش هذا الفريق العريق الذي يمتد عمره لتسعة عقود من الزمن القسم الأخير من جدول ترتيب فرق الدوري بحصيلة متواضعة من النقاط والأهداف ، بينما ثخّن مرماه بكرات عديدة مزقت شباكه لتجعل محبيه يستغيثون والألم والحسرة ترتسم على محياهم ، حتى ان انتفض أهله ومنحوا ابنه البار الكابتن عادل ناصر شرف قيادته ليكون أهلا لتلك المسؤولية الجسيمة ، في مسعى لإعادة الفريق الى وضعه الطبيعي.
السفّانة تنتفض بقوة وترمي غبار تراكمات الحقبة التي لا يتمنى كل من ينتمي لهذا النادي أن يتحدث بها ، بعد أن حقق الفريق ثلاثة انتصارات متتالية على القاسم والديوانية والطلبة ، ليشهد خطه البياني تصاعدا ملحوظا تمكن لاعبوه ازاءه   من أن يضعوه في المركز الثاني عشر بنقاطه العشرين ، التي ستتضاعف بكل تأكيد ان استمر عطاء لاعبيه بذات الوتيرة ليعيدوا ألق الماضي الذي يتجسد ببريق هذا الفريق الذي اعتلى يوما ما منصة التتويج وخطف لقب الدوري العراقي موسم 77-78 ، ليبقى أهل البصرة الفيحاء يتغنون بهذا الانجاز الرائع الذي دائما يعيدهم الى واجهة الدوري العراقي الذي بات حكرا على الأندية الجماهيرية.
من وجهة نظر شخصية أرى ان هذه الصحوة وان كانت متأخرة الا انها لم تأت اعتباطا أو بمحظ الصدفة ، بل هي نتاج لإفرازات واقع الحال وما تقتضيه المرحلة من تجسيد عامل الولاء والوفاء لفانيلة الفريق الذي يمثل شريحة كبيرة من الجماهير المحبة ، ففريق الميناء الذي خرّج عباقرة الكرة العراقية ، له اليد الطولى في رفد منتخباتنا الوطنية بلاعبين أكفاء أثبتوا وجودهم بقوة على المستطيل الأخضر ، ليكون آخر العنقود اللاعب المثابر علي حصني الذي ذاع صيته كثيرا كونه امتدادا لكوكبة رائعة من النجوم يتقدمهم شاكر إسماعيل مرورا برحيم كريم وهادي أحمد وعلاء أحمد والمرحوم صبيح عبد علي وعبد الرزاق أحمد وجليل حنون وعادل ناصر وأسعد عبد الرزاق وعقيل هاتو وعلي أحمد الديوان وغيرهم من النجوم ، ليكون فتية اليوم أمام اختبار حقيقي ومطالبة جماهيرية لإعادة هيبة الكرة البصرية ومجدها الذي سيعود لا محال ان استمرت الصحوة.