للرياضة أوجه أخرى

الرياضة 2021/02/07
...

د.عاصفة موسى
الرياضة تطورت كما هو حال الانشطة الاخرى الاقتصادية والصناعية والتجارية والتكنولوجية وغيرها، كما ان المال اصبح هدفا اساسيا في الرياضة ربما ينافس أهدافها السامية التي تنطوي على المنافسة الشريفة والاخاء والمحبة فضلا عن منافعها الصحية، حتى بات الاستثمار بالرياضة يشكل هاجسا لدى الشركات الكبرى الباحثة عن الربح المالي الوفير.
ولكن الرياضة هي اكبر من هذا بكثير، فهي يمكن ان تستثمر لتنمية الانسان وبناء المجتمع وتحصين الشباب من الافكار الهدامة ومواجهة العنف والتطرف، ولان العراق قد مر عبر عقود طويلة بحروب ونزاعات وصراعات داخلية وتهديدات بتدمير نسيجه الاجتماعي عبر افكار متطرفة هدامة، لذلك فان الرياضة يمكن ان تسهم مساهمة فعالة لمواجهة كل هذه التحديات والتهديدات.
فيمكن من خلال الفعاليات الرياضية المتنوعة تمتين النسيج الاجتماعي من خلال اقامة بطولات ومنافسات تجمع شباب المحافظات، وتشجيعهم على ممارسة الانشطة البدنية التي تساعد في صحة البدن والعقل والقضاء على الكثير من المشكلات النفسية، فضلا عن ملء اوقات الفراغ بانشطة رياضية مفيدة.
ومن خلال الرياضة يمكن ان نبث ثقافة المحبة والتعاون بين النشء الجديد وتعزيز مبدأ المواطنة لدى افراد المجتمع، وعبرها يمكن ان نكافح المخدرات وكل الظواهر السلبية التي تنخر بالمجتمع وتحول من دون بنائه، فهل استثمرت الرياضة في بلدنا لتحقيق هذه الاهداف؟، لا اعتقد ذلك على الرغم من ان مؤسسات رياضية كوزارة الشباب هي اكثر جهة معنية بهذا الامر كونها وزارة قطاعية تعنى بالرياضة والشباب، ولكنها لاسباب مختلفة لم تتمكن من أداء هذا الدور بالشكل المثالي، باستثناء انشطة هنا وهناك وعدة مشاريع وبرامج نجحت في السابق ولكن لم تستمر، ويبقى العائق الكبير الذي نواجهه لتحقيق كل ذلك هو افتقارنا للتخطيط وعدم الاستفادة من تجارب الدول في هذا المجال، كما ان الفساد كان سببا في ان تبقى بعض مفاصل الرياضة بالعراق من دون عجلات لتمضي في سيرها على السكة الصحيحة.