كواليس الأنيق .. وكوابيسه!!

الرياضة 2021/02/07
...

علي رياح  

الانحدار إلى الترتيب التاسع عشر ، أسوأ ما يمكن أن تتوقف عنده عيناك وهي تتأمل أحوال الدوري وأموره العجيبة التي جعلت من فريق الطلبة ، هذا القطب الكروي المكتنز تاريخا وإنجازا ، يسابق الزمن لا من أجل نيل لقب أو تتويج ببطولة ، ولا سعيا للحاق بما وصل إليه غرماؤه التقليديون القوة الجوية والزوراء والشرطة ، وإنما لتفادي مصير الهبوط من الدوري الممتاز ، بينما شهدنا خلال الساعات الماضية تطورات مؤسفة تتصل بالعلاقة مع القضاء والإعلام وقبلها الجمهور كنتاج للوضع المحتقن بين النادي وأطراف أخرى!  
كل هذا الذي يجري نتمنى بكل حبنا للطلبة ألا يكون خاتمة لكل هذا العبث بمقدرات ناد مازلنا نقول إن عافيته تعني أن الكرة العراقية في أزهى أحوالها ، وإن أية علة تصيبه ستنسحب على مجمل المشهد الكروي في العراق!  
كيف يمكن لفريق مثل الطلبة ، له كل الأمجاد المبكرة ، أن يتخلى عن إرثه العميق الطويل الغني؟! كنت أطرح هذا السؤال في المواسم العديدة الماضية التي انحدر فيها خطه البياني ، فلم يعد الهدف والغاية أن يُحرز لقبا ، وصار بدلا من ذلك تسجيل الحضور المؤثر والاحتفاظ ببعض البريق غاية في ظل انعدام الموارد التي تسنده .. لكن أزمات النادي تحولت إلى ما يشبه القاطرة التي تجرّ وراءها تداعيات وأحزانا حتى بلغنا مع نهاية الجولة السابعة عشرة من الدوري هبوطا مريعا يدمي القلب ، ويترك ألف حسرة وحسرة على وجوه تلك القاعدة الجماهيرية التي عمل حسين سعيد وجمال علي ونزار أشرف ويحيى علوان وكثيرون ممن كانوا معهم أو ممن تلوهم من نجوم الأنيق ، على تشكيلها أيام نادي الجامعة ، ليصبح التشبث بالنادي وقيادته وبالا على الجميع.  
في هذا الموسم ، كما في المواسم الماضية ، جرّبت إدارة النادي جملة من التعاقدات مع المدربين الذين كانوا يتساقطون ثم يحملون عصا الرحيل ، كما جرّبت الإدارة الاستعانة بما أمكن من اللاعبين طبقا لما يتوفر من غطاء مالي ، وكانت النتيجة عجزا جديدا على عجز سابق ، فلماذا لا يجرب المسؤولون عن النادي طريقا ثالثا هو إفساح المجال أمام وجوه أخرى تتولى الإدارة والقيادة وتتعهد بتأمين الدعم اللازم الذي يمكن الفريق من إبرام أفضل التعاقدات في محاولة للنجاة بنفسه وتاريخه ، بدلا من كل التداعيات في العلاقة مع الجمهور وحتى مع الإعلام حدّ الاعتداء على أهل المهنة ، ثم ما تلاه في الساعات الأخيرة من حديث النزاهة والمحاكم . سؤال يقتضي إيثارا متناهيا .. وما لم يتوفر مثل هذا الإيثار ، ربما سنصل إلى ما هو أكثر فداحة مما نعيشه من تراجع في النتائج ومشكلات تدور في فضاء القضاء والإعلام ، وبعدها سيدفع الجميع الثمن وليس (الأنيق) وحده!