جدران الصمت

ثقافة 2021/02/07
...

 أحمد القيسي
في سياحة صحفية وآفاق معرفية وسبر لأغوار خفية في حوارات متينة البناء عمد الدكتور أحمد عبد المجيد في كتابه "الأهوال والأحوال- حوارات صحفية في الشأنين العراقي والعربي" أن يصحبنا لمقاربة العديد من الشؤون الاجتماعية والثقافية والسياسية، وعلى نحو اراد منه الكاتب أن يكون دروساً قيمة للعاملين في حقل الصحافة لاسيما الشباب منهم ليضعوا اصابعهم على أزرار تجارب من سبقهم، وعبر ما اعتمدوه من اساليب في الحوار، وفي التعرف على خفايا الشخصيات المختارة المتحاور معها، فضلا عن اختيار مادة الحوار، وعلاقة ذلك باهتمام الرأي العام بالقضايا الساخنة، وعلى وفق بوصلة  تؤشر  اهمية المعلومة والفكرة، في التأسيس وفي الاثارة، وفي استكمال تأطير صورها والمرور بالانطباعات التي يمكن تكوينها عن الشخصيات، عبر المعرفة الدقيقة، ومن خلال معاينة نظراته وزفراته وموسيقى الصوت الخارج من حنجرته في همه او فرحه وآماله او 
إحباطاته.
يكتسب كتاب الباحث والأكاديمي احمد عبد المجيد، اهميته في الكشف عن كثير من الاسرار، وفي اماطة اللثام عن جوانيات الاحداث المسكوت عنها ومعرفة التباين بين ما هو معلن ومخفي، فضلا عن علاقة ذلك بحيثيات العمل الصحفي، لاسيما مايتعلق بالمهارة الاعلامية، وبطبيعة الشخصيات التي تصنع الاضواء، أو تبحث عنها، من خلال لقاءاتها، أو من خلال ما تدلي به من معلومات أو افكار أو من حضور كارزمي مهم ومؤثر، حتى تكون في الصورة او عند محط اهتمام المتابعين من القراء او من 
المشاهدين.
الكتاب فرصة للتعرف على تلك الملامح وعن خفاياها، وعماينضوي تحت سلطة الاعلام الحاسمة من عوالم وصور، والتي تعني الكتابة عنها ابراز اهمية الخطاب الاعلامي، واهمية حضوره في السياق الوطني والثقافي والمعرفي، لأننا نحتاج الى المعرفة والى أسئلتها، لأن السؤال وحده من يستطيع الولوج الى عوالم المعرفة.
لقد اختار المؤلف ثماني عشرة شخصية في مواقع واختصاصات مختلفة حاول من خلالها اضاءة جوانب مهمة من حياتهم وعوالمهم، ومن سيرتهم الاعلامية والثقافية والسياسية، والتي تعكس في جوهرها هموم الوطن العراقي وواقعنا الاجتماعي والسياسي الذي نواجه من خلاله كثيرا من التحديات الكبرى التي تحتاج دائما الى مقاربات واضاءات الاعلام الوطني
والمهني.