البندقية البكر

ثقافة 2021/02/07
...

 جبار الكواز
 
في سفراتها السرية منذ قرن 
ونصف.. ظلت تعاند صاحبها
وهو يوغل بالتوحش 
أمام بنيان الله
اشترت حفنة صدأ من باعة (الشيلمان) 
وأطعمته لماسورتها.. واستبدلت 
بخشب التوت خشبَها الصاج
وألقت إبرتها في سوق الهرج
ظنا منها أن (ابن الحمر) صيكر الحلة
سيعجز عن إصلاحها
اشتراها منه
[لص ريفي احترف سرقة الصباحات
- بائع خردة في سوق (الحطابات) 
- شرطي متقاعد
- شهيد في تظاهرات (جسر الشهداء) 
- ضابط من ثوار (تموز)
- بائع أغنام
- بدوي يقرأ الكفّ
- سائق تكسي في (البصرة) 
- مهرب سكائر (روثمان)
- عتال في سوق (الشورجة) 
- حارس بوابة (عشتار) 
- مطبعي مفلس
- مضمد يمارس مهنته كطبيب اختصاصي
- خطاط مدمن على الكذب
- رسام دعيّ غرق في لوحاته المائية
- شوّاء.
- بائع بقلاء بالدهن الحر] 
كانت تبتكر اسباب فشلها
مرّةً عاندها جنديّ آليّ متقاعد منذ حرب (حزيران) 
فسرق لها ابرة من مستودعه
وركبها ففقأتْ عينيها
ولم تقتل أحدا
وحين تطوع في معركة (البسوس) 
استثمر الفرصة
فباعها لزائر بصري في (كربلاء) 
أراد أن يحرس محلَّه من عيون المقابر
فأصبح يتباهى بها
(هي ذي بندقيتي البكر
لم تقتل أحدا
أحرسها قبل أن تحرسني
أقبّلها وأمسد شعرها
وأحضنها في ليالي البرد
وأوافقها في ابتكار أسباب لعطلها) 
انظر إليها وقد شاخت من خوفها
فما كانت سببا للموت
أيها الشاعر.. افرح
ولا تبتئس فهي شبيهك
تغني الحياةَ وتحترم الانسانَ
لأنه بنيان الله
وملعون من يهدم بنيانَ الله
ألم تَرَ قائمةَ المشترين
بلا اسم لشاعر؟