الاسبوع المقبل.. جولة {استانا} جديدة لاطلاق اللجنة الدستورية السورية

قضايا عربية ودولية 2019/02/02
...

 
دمشق / وكالات 
 
بينما تستعد العاصمة الكازاخية لاجتماع جديد في الاسبوع المقبل لبحث مجريات الازمة السياسية في سورية، وكافة الملفات المتعلقة بها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وفدا روسيا ناقش مع نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، في أنقرة مسألة إطلاق اللجنة الدستورية السورية في أقرب وقت.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان: “أجرى مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، ونائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين ضمن وفد وزاري روسي مشترك، مشاورات مع ممثلي الجانب التركي برئاسة سادات أونال نائب وزير الخارجية التركي، تم خلالها تبادل وجهات النظر حول الوضع الحالي في سوريا، والإجراءات (الضرورية) لدفع العملية السياسية، بما في ذلك مهمة إطلاق اللجنة الدستورية في أقرب وقت ممكن كمرحلة مهمة في حل الأزمة السورية.
بدوره ذكر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن جولة أخرى من المحادثات حول سوريا ستجري في منتصف الشهر الجاري في العاصمة الكازاخستانية أستانا، مشيرا إلى أن قمة “ثلاثية أستانا” ستعقد أيضا في نفس الشهر.
وقال لافروف: “نقوم الآن بتنسيق كافة التفاصيل الفنية، وفي الاسبوع المقبل سيعقد اجتماع دولي حول سوريا في أستانا، هناك بالفعل اتفاق مبدئي، وهو فهم أساسي لعقد القمة المقبلة في الشهر المقبل بمشاركة زعماء روسيا وتركيا وإيران” من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
 
الاتحاد الاوروبي
بدورها، أكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي للأمن والسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني، أن الاتحاد سيعقد مؤتمرا حول مستقبل سوريا في الفترة بين 12 و14 آذار المقبل في بروكسل.
وقالت موغيريني في ختام اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي: “أريد أن أقول إننا تبادلنا الآراء مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا (غير بيدرسن) حول كيفية الاستفادة من هذا المؤتمر على صعيد المساعدات الإنسانية، ودعم التحول السياسي في سوريا ودور الأمم المتحدة في هذا الاتجاه”.  
 
عمليات ميدانية
من جانب آخر يواصل الجيش السوري عمليات التصدي لكافة الخروق التي يستمر الإرهابيون في اللجوء إليها خرقا لاتفاق “المنطقة منزوعة السلاح”.
وأفادت وكالة “سانا” بأن وحدات الجيش “نفذت ضربات مركزة على تحركات المجموعات الإرهابية ومحاور تسللها باتجاه النقاط العسكرية والقرى الآمنة في ريفي حماة وإدلب”. 
وذكرت الوكالة  “أن وحدة من الجيش نفذت رمايات مدفعية على مواقع ونقاط تحصن إرهابيين من تنظيم جبهة النصرة الارهابي على الأطراف الجنوبية لبلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي رداً على محاولات تسلل مجموعات منهم باتجاه ريف حماة الشمالي ودمرت لهم أوكاراً وتحصينات”، كما  اشتبكت بالأسلحة الرشاشة مع مجموعات إرهابية تسللت من محيط قرية تل الصخر باتجاه النقاط العسكرية في المنطقة.
وعلى نفس المحور، قالت الوكالة إن “وحدة من الجيش نفذت  ضربات مدفعية مركزة على أوكار ومحاور تحرك المجموعات الإرهابية في محور قرية الأربعين رداً على اعتداءاتها برصاص القنص على النقاط العسكرية والقرى الآمنة.  
في الوقت نفسه تواصل السلطات السورية المختصة كشف مستودعات ومخابئ الذخائر والأسلحة التي خلفها الإرهابيون بعد مغادرتهم المناطق التي تحصنوا داخلها لسنوات عديدة من عمر الأزمة السورية.
ذكرت وكالة “سانا” أن الجهات المختصة عثرت خلال استكمال عملية تطهير المناطق المحررة من الإرهاب من مخلفات الإرهابيين على أسلحة وأدوية وتجهيزات طبية اجنبيه الصنع في بلدتي جباتا الخشب والرفيد بريفي دمشق الجنوبي الغربي والقنيطرة الشمالي، ونقلت الوكالة أن “الأسلحة المضبوطة تضمنت صواريخ مضادة للدروع وقذائف وذخائر متنوعة وعدداً من صواريخ (تاو) ورشاشات متوسطة إضافة إلى أجهزة اتصال وتجهيزات هندسية لتفجير الألغام وفتح ثغرات في حقول الألغام صناعة أمريكية وكمية من أدوية وتجهيزات طبية إسرائيلية وأخرى سعودية وتركية تضم سيرومات ومواد تعقيم وتخدير.
وقالت الوكالة إنه “تمت مصادرة سيارة “فان” كانت تستخدم لنقل إرهابيين ومعدات بين مناطق سيطرة الإرهابيين بريف القنيطرة والأراضي المحتلة بإشراف القوات الإسرائيلية”. 
 
معضلة الانسحاب الاميركي
من جانب آخر، وبعد يوم من قرار مجلس الشيوخ بشأن الانسحاب الاميركي من الاراضي السورية، ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية تبعات قرار مجلس الشيوخ الأميركي ، وجاء تصويت مجلس الشيوخ امس الاول الخميس بواقع 68 صوتاً مقابل 23 لصالح تعديل غير ملزم يحذر من “انسحاب متسرع” من سوريا ويحذر من استمرار خطر عصابات “داعش” الارهابية هناك. اذ كتبت صحيفة صوت الأمة المصرية تحت عنوان “مأزق جديد لترامب”: “يبدو أن الرئيس ترامب على أعتاب صدام جديد مع مجلس الشيوخ والذى تحدى الرئيس الأمريكي مجدداً”.
وقالت صحيفة القدس العربي اللندنية: “مشروع القرار، الذي يسمى باسم مثير وهو ‘قانون الانسحاب المسؤول من سوريا’، لم يحظ حتى الآن بمكانة قانونية، لكنه يشير بصورة واضحة إلى الاتجاه الذي يسعى إليه وحسب مشروع القانون، يمكن للبنتاغون أن يستخدم ميزانيته لغرض الانسحاب فقط بعد أن يجيب عن 15 سؤالاً ...كل من هذه الأسئلة عبوة ناسفة قد تحطم الانسحاب وليس تمويله فقط”. 
في سياق متصل، قالت صحيفة العرب اللندنية إن ترامب تلقى “صفعة من مجلس الشيوخ” على خلفية قراره الانسحاب من سوريا. وأضافت الصحيفة: “وإن لم يكن لهذا التعديل تأثير حقيقي على السياسة، لكنه يعبّر عن المعارضة الواسعة حتى داخل حزب ترامب نفسه لسحب القوات الأميركية المتسرّع من سوريا”. بالمثل، أشار وضاح عيسى في صحيفة تشرين السورية إلى أن القرار من شأنه “فرملة خطط الرئيس دونالد ترامب” للانسحاب من سوريا وأفغانستان. وأضاف الكاتب: “نتائج التصويت  أظهرت الهوة الكبيرة بين المشرعين الأميركيين وسياسات الرئيس المتبعة، وحجم الخلافات داخل الإدارة الأميركية في ما يتعلق بقراراته بخصوص المنطقة”.
وفي صحيفة العربي الجديد اللندنية، تبنى فكتور شلهوب رأياً مشابهاً إذ رأى أن أهمية القرار هي أنه “صادر عن الحليف الأساسي للرئيس دونالد ترامب في الكونغرس السناتور ميتش ماكونيل رئيس الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ. فهو الذي بادر ودفع بهذا المشروع إلى التصويت كعلامة هي الأولى من نوعها على اصطدام الجمهوريين مع الرئيس حول سياساته الخارجية”.
وأضاف الكاتب: “أهمية ما طُرح في مجلس النواب أنه صادر عن تحالف جمهوري - ديمقراطي، في وقت ندر فيه التلاقي بينهما. وفي المجلسين، يحوز هذا التوجه على تأييد وازن من الحزبين يكفل تمرير هذه المشاريع. بلوغ التناقض والتنابذ هذه الحدة والعلنية، كشف عن شرخ كبير في عملية صياغة القرار الذي تشارك هذه الأجهزة فيها، خلل تتراكم عوامله بصورة مكتومة منذ فترة. الآن خرجت مظاهره إلى السطح  بحسب رأي
 الكاتب”.