العودة إلى الفرات

ثقافة 2021/02/09
...

أديب كمال الدين
 
الفراتُ الذي أحببتُهُ قد نساني
في أوّلِ دورةٍ لهُ على الأرض.
لكنّني لم أنسه أبداً
لأنَّ دموعي تتدفّقُ أبداً 
من قلبهِ الحجريّ.
*
من سنةٍ إلى أُخرى،
ومن طعنةٍ إلى أُخرى،
ومن امرأةٍ إلى أُخرى،
ومن زلزلةٍ إلى أُخرى،
تستمرُّ الحياةُ راقصةً سعيدة
كطفلٍ تائهٍ في السّوقِ الكبير.
*
كلّما عدتُ إلى الفرات
عدتُ كجمرةٍ
أو قناعٍ 
أو حرفٍ جارحٍ
أو حُلْمٍ يُخنَقُ خنقاً بيدين فولاذيتين
أو عدتُ كرأسٍ يُحمَلُ فوقَ الرّماح.
تُرى: 
متى أعودُ إليهِ أنا؛
أنا من دونِ جمرةٍ أو قناع،
أنا من دونِ جروحٍ وخَنْق،
أنا من دونِ رأسٍ يُحمَلُ فوقَ 
الرّماح؟