التنمية والرياضة

الرياضة 2021/02/09
...

د. حسـين الربيعي
للتنمية تعريف معقد، تتطلع من خلالها الدول (حكومات ومجتمعات) للتطور والاستقرار والرفاه. والرياضة نشاط بشري يغذي الروح بالمتعة والانعتاق، وتمكن ممارسيها والعاملين فيها من الاندماج والانخراط في عجلة التنمية، التنمية والرياضة يتبادلان الأدوار في معادلة الغاية والوسيلة في دورة فلسفية رائعة.
 فان كانت الغاية هي التنمية، فان أحد وسائلها هي الرياضة، وبنفس السياق، وبالتبادل، اذا كانت الرياضة هي الغاية، فلا شك أن التنمية وسيلتها، لاسيما نحن بصدد التعامل مع مفهوم شامل للتنمية وهو “التنمية المستدامة”، وتعريف أوسع للرياضة على أنها “أمن وطني”.
أقرت المواثيق والمعاهدات الدولية بأن التنمية (حق)، وكذلك الرياضة، فهي (حق) أيضا، وهذا يعني أن الدول أصبحت مسؤولة أمام شعوبها عن القيام بالتنمية ومتطلباتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية.
كذلك فان موافقة الدول على الحق في التنمية تعني بالضرورة توجيه جهود التنمية بشكل عادل لكل ابناء البلد، حيثما كانوا، لتوفير الموارد اللازمة، لنسق من التطور، يشعر فيه الفرد بأن فرصه في التنمية متساوية مع الاخرين، أبناء المحافظات في بلدنا يشعرون بعدم المساواة في توزيع جهود التنمية البشرية, على أقل تقدير في مجال الرياضة، والدليل ارتفاع أصوات التهميش من أبناء البصرة في تنظيم اخر حدث رياضي أقيم هناك, وهي مباراة العراق والكويت لدرجة وصلت حد الدعوة الى (اقليم البصرة) فما العمل؟.
ونود التأكيد هنا بأن ذلك كان متوقعا لاستقرائنا بعدم تكاملية متطلبات التنمية في الرياضة في محافظاتنا. فعندما يقام في البصرة مثلا صرح (جذع النخلة) فهذا يعني أنه سيكون قبلة لتنظيم أحداث من مستوى دولي، فلابد أن تتوفر فرص في التنمية البشرية لأبناء هذه المدينة، تعزز من قدراتهم وتمكنهم من التنظيم والاشراف على احداث من هذا المستوى، فمن غير المعقول أن تبقى (المعرفة) و (الفرص) متركزة في العاصمة لتصديرها الى المحافظات كلما دعت الحاجة لها.  نكرر الرأي القائل، بأن أبناء المحافظات عليهم تأكيد حضورهم ومشاركتهم في كل الفعاليات والاحداث الوطنية والدولية، من خلال المبادئ الفيدرالية والدستورية، في العدالة والمساواة والتوزيع الجغرافي، بتثبيت حقوقهم وتمثيلهم في القوانين والانظمة الأساسية للمؤسسات والاتحادات والنقابات وكل التنظيمات التي تدير نشاطات التنمية المستدامة.
 وعلى الحكومة وأذرعها أن تعي بأن تقصيرا بسيطا بهذا الشأن, قد لايؤسس او ينتج –لاسامح الله-  شرخا وطنيا كبيرا نحن في غنى عنه، واقصد هنا تحديدا دعوات الكراهية والتفرقة والانفصال، والاقاليم وما الى ذلك، قد يمارس اتحاد رياضي ممارسة اقصائية بسيطة تجاه شخص أو مجموعة، لكنها ستعود بالضرر على كل البلد، من هنا تأتي أهمية الحصانة الفكرية والوطنية للعاملين في الاتحادات والنقابات والمؤسسات التي تدير شؤونا على مستوى بلد، أرجو أن يكون المغزى واضحا.