{شفاهيات من الجنوب}

فلكلور 2021/02/10
...

  مراجعة: هناء حسين أحمد
 
صدر للشاعر والكاتب الفولوكلوري علي أبو عراق كتاب جديد في سلسلة من كتبه التي توثق الوقائع الشعبيَّة في البصرة خصوصاً والجنوب العراقي عموماً تحت عنوان (شفاهيات من الجنوب).
قدم للكتاب الأستاذ الدكتور سامي علي جبار بمقدمة اختار لها عنوان (المرويات الشفاهيَّة بين المحكي والأسلوب) تطرق فيها الى أهمية البحث الفولوكلوري، مؤكداً على الجانب المروي من الأحداث الشعبية التي تشكل جزءاً مهماً من ذاكرة الشعوب, مقترحاً رواية الواقعة بلغتها الشعبيَّة مع التفصيح كما درج عليه الدكتور داود سلوم رحمه الله، مشيداً بتجربة الباحث (أبو عراق) في تأصيل الواقعة الشعبيَّة.
واقع الأمر أنَّ المؤلف قد سنَّ سنة طيبة في جمع الوقائع التي جرت في الأهوار والأرياف بين العشائر والأسلاف لسببٍ أو لآخر، مؤكداً على الأسماء والعادات والتقاليد وسلوك الأفراد في انتصاراتهم أو خساراتهم, ناقلاً الصورة الحية للحياة بين الأهوار والمدن، متابعاً تفاصيل الصيد وعادات الصيادين ونزاعاتهم, وتفاصيل ذلك الذي يهب فجأة فيطحن روح الرجل ويشجيه مثل (الشيخ العاشق)، يأخذ بالفتاة الى عالمٍ آخر مثل حكاية حبيبة أحميد التي وردت في كتابه الآخر (شفاهيات من الموروث العراقي).
إنَّ قراءة (شفاهيات) تنقل المرء الى عالمٍ من السحر والشفافيَّة وحياة الحرية والإيمان بالقدر القادم, إذ يأتي (الموحان) وهو الفيضان الموسمي فيقلب حياة السلف وتضيع أجزاء من الدعة والراحة حيث تقود الريح سفن السلف من منطقة الى أخرى, وتتداخل الصور والرؤى والأحداث.
(شفاهيات) نوع مفرد من إعادة إيراد الواقعة مجسدة بأسلوب ممتع يقدم للقارئ جزءاً سخياً من فصول التاريخ السردي
 الشعبي.