(موسوعة المدن العراقيَّة) ذاكرة التاريخ الحديث والبعيد في العمق المديني العراقي، تلك التي يعكس تاريخ تمظهراتها الاجتماعية والعمرانية والسسيولوجية, التاريخ الأشمل حضارياً للجزء السكاني المديني من العراق.
ولكي لا تنحصر الصورة الحضاريَّة للعراق بمدنه يمكن أنْ تكون هناك تكملة لتسمية الموسوعة التي نقترحها اليوم, وأنْ تكون (موسوعة المدن العراقيَّة – والأرياف والبوادي والقرى) وأنْ يكون العنوان الرديف بخطٍ أصغر كعنوان، وبمتصلٍ تفصيلي عند الكتابة عن كل مدينة وتحولاتها عبر التاريخ في التسمية والمكان والأصول السكانيَّة.
فضلاً عن ذلك، فإنَّ لكل مدينة امتداداتها القروية –الريفية, وديموغرافية القبائل والعشائر فيها، وأصول تسميات هذه التجمعات التي ترتبط بـ(حمولة) واحدة، تتفرع عنها الأفخاذ والأسر.
إنَّ (موسوعة المدن العراقية) المقترحة من قبل صفحة (ثقافة شعبيَّة) تحتاج الى إسناد ثقافي لتبرير المطالبة بالعمل من أجلها، قبل أنْ تحتاج الى إسناد رسمي ومالي، والتفكير في الجهة التي ستشرف عليها والتي ستنتجها.
إنَّ دافع المطالبة بتكوين الموسوعة المقترحة دافع ثقافي – وطني بالتأكيد، فلا بُدَّ أنْ تتجمع الجهود العلميَّة القادرة على وضع المخطط الأساسي للعمل، بروحٍ موضوعيَّة وبذهنٍ صافٍ واستقصائي قادرٍ على فهم الحاجة الى هذه الموسوعة تاريخياً وعمرانياً ودراسياً، فلا بُدَّ لنا أنْ نعرف: من نحن؟ ما هي أصول مدننا؟ تمثلاتها السكانيَّة وأعرافها ومهنها ومبانيها اللغويَّة، وتحولات التسمية والمكان.
إنَّ لكل مدينة حكاية رسميَّة وحكاية شعبيَّة تتجلى في سبب التسمية وتاريخها، ولكل قرية سبب للنشأة والإسكان, ولها أكثر من سبب لتجمعاتها الاجتماعيَّة – العشائريَّة.
منذ فترات متباعدة قامت بعض الجامعات والجهات الرسميَّة بإخراج موسوعات خاصة بمدينة من المدن، مثل البصرة وأربيل وتكريت والموصل، وتبرعت بعض الشخصيات الثقافيَّة لإنتاج موسوعة عن مدنها مثل (موسوعة الدغارة)؛ وذلك حرصاً منها على إثبات واقع ثقافي ضروري، ولكن كل هذه الجهود ستظل جهوداً تحتاج الى قراءة جديدة والى إضافات، والى مزجٍ في سياق عام هو سياق (موسوعة المدن العراقيَّة) المنشود الذي لا بُدَّ أنْ يوضع مخطط علمي واضح التفصيلات والمعالم بالاستعانة بالجهود الكريمة السابقة، وذلك بتمتع القائمين على الموسوعة المقترحة بروحٍ من الاحتراف والعلميَّة المنشودين لتحقيق النجاح المطلوب، مع وجود قناعة رسميَّة ضروريَّة للتمويل على مشروعٍ علمي حضاري كبير لخدمة العراق العزيز.