تساؤلات بشأن مفهوم {اللعب الفعلي» في دوري الكرة

الرياضة 2021/02/12
...

 قراءة: علي النعيمي 
 
 
لغاية اليوم ونحن نشارف على الانتهاء من المرحلة الاولى من دوري الكرة لهذا الموسم، يتم طرح التساؤل التالي في البرامج التلفازية وفي بعض اللقاءات والمقابلات الصحفية ما هو وقت اللعب الفعلي في دورينا؟ وقد درجت العادة ان يأتي الجواب من  شخص ما تبرَّعْ من تلقاء نفسه وقام بإحصاء زمن اللعب الحقيقي بعملية بدائية وقديمة مستخدما خاصية  Stopwatch  العد اليدوي في الهواتف السيارة او ساعات التدريب لكن نتائجها غير دقيقة وتخضع للاجتهاد الشخصي في التقدير، في حين ان التاريخ العلمي يقول إن أول من طبق احصائية "الوقت الفعلي في مباريات الكالتشيو" هم الإيطاليون وكان ذلك في ثمانينيات القرن الماضي وبمبادرة من محطة Rai التي استعانت بمبرمجين من أميركا يعملون في دوري هوكي
الجليد.
 
الكرة في اللعب
ومن يومها بات هناك مصطلحان شائعان لدى المحللين ومقدسا ن عند المدربين هما (الكرة في اللعب) و(الكرة خارج اللعب) أما بشأن المصطلح الاول  ”The Ball in Play "  أي الكرة في اللعب فيعني الوقت الصافي من اجمالي وقت المباراة الكامل الذي لعبت فيه الكرة وتعامل معها اللاعبون في مختلف الحالات الخططية والمهارية ويحتسب بعد إزالة جميع التوقفات والاخطاء والاصابات قبل العلاج وقت المعالجة والكرات الخارجة والركلات الركنية والتبديلات والاهداف الخ وهناك شركات أخرى تحصي وقت الحيازة الصافي او الخالص الذي يعرف بـ Pure Possession Time  الذي تتناقل فيه الكرة داخل الملعب بين اللاعبين من دون أي توقف تتراوح نسبته في الدوريات الاوربية  ما بين ( 30 – 34 ) دقيقة.
 
الكرة خارج اللعب
اما المصطلح الثاني فهو The Ball out of Play”" الكرة خارج اللعب، أو مصطلح Dead Time أي الوقت الميت ويعني ذلك الوقت الذي لم يمتلك فيه أي من الفريقين الكرة وانه يندرج ضمن خصوصية اللعبة القائمة على التوقفات الروتينية، وهو الرقم الأكثر والاكبر ويتراوح دائما في الدوريات الانكليزية والاسبانية والإيطالية والألمانية ما بين (50-58) دقيقة لكل مباراة، وبالتالي تصبح معادلة وقت المباراة كما يلي: (وقت الحيازة الصافي او الكرة داخل اللعب) + (الوقت الميت او الكرة خارج اللعب) =الوقت الكلي للمباراة.
 
تساؤلات ملحة
وهنا نتوجه بمجموعة من الأسئلة لأي مدرب أو اعلامي امتعض من عدم معرفة الوقت الفعلي لمباريات دورينا: لنفترض جدلاً ان الهيئة التطبيعية تعاقدت مع شركة اوبتا العالمية ووضعت منصاتها في الملاعب العراقية وقامت بتزويد 20 ناديا بعد نهاية كل مباراة بالوقت الفعلي، بالإضافة الى بيانات الجهد البدني وعليه نتساءل:
-هل سيُعير الجهاز التدريبي اهمية لتلك البيانات بغية دراستها وعرضها على اللاعبين؟
-هل ستؤثر تلك البيانات في الارتقاء بالجوانب الخططية في دورينا؟
-هل سوف نشهد زيادة في نسبة حيازة الفرق على الكرة وأن وقت المباراة بات مقدساً ما دام قد تم رصده على حساب التمثيل والتظاهر بالإصابات؟
-الاهم من هذا وذاك، من هو المحلل الكمي الذي سوف يسمح له الجهاز التدريبي ويقتنع به لتحليل تلك البيانات وتحويلها الى مشاهدات وحقائق عند مقارنتها بالتحليل النوعي كي يعطي انطباعات كاملة عن مستوى الأداء ان كان هذا المفهوم ضبابيا حتى لدى بعض المدربين؟.
 
عينك ميزانك
كيف لأحدهم الاهتمام ببيانات للوقت الفعلي وهو لا يعرف كم كانت نسبة الاستحواذ لفريقه بعد أي مباراة؟ ولا يعلم اجمالي التمريرات الصحيحة منها والخاطئة ودقتها ؟صدقا لسنا متفائلين حتى لو نصبنا أرقى المنصات العالمية في دورينا لأن السواد الأعظم من مدربينا يؤمن فقط بتحليل (عينك ميزانك) وتراه هو المدرب الاول والمساعد الثاني ومدرب اللياقة والمعالج واخصائي العلاج والناطق الإعلامي في الفضائيات ومحامي اللاعبين بعد التصريحات، أما الطرفة في هذا الموضوع ان هناك من يردد في الفضائيات استوديوهات التحليل من دون دراية وعله يجتهد القول في ذلك، بأن الوقت الفعلي في دورينا هو 50-45 دقيقة وهي نسبة جيدة فيما لو كانت صحيحة لكن تلك الأرقام تفتقد للدقة مقارنة بإيقاع اللعب السائد وكثرة التأخيرات والاعتراضات على قرارات الحكام والزمن الطويل الذي يستغرقه اللاعبون في تنفيذ الركلات الحرة المباشرة او الثابتة .