ثمار الأمومة

اسرة ومجتمع 2021/02/12
...

سها الشيخلي 
لا تخلو أسرة في مجتمعنا، لا بل في اغلب المجتمعات من اختلاف وجهات النظر بين الزوجة والزوجة والابناء، وقد تكون الأسباب عديدة، منها المستويات الاجتماعية بين الزوجين، وكذلك مستوى الوعي والثقافة وهذا 
هو الاهم في الاختلافات، وقد يكون السبب الرئيس في تأجج الخلاف مهما كان بسيطا، وعلى كل من الزوج والزوجة، ان يلتفتا الى هذا السبب، ويحاول كل 
منهما الاقتناع برأي الآخر في بداية الأمر، حتى تهدأ الزوبعة بين الاثنين، فيحاول كل من الطرفين حل المشكلة بالتفاهم، مع الأخذ بنظر الاعتبار مستوى تفكير الشريك الاخر، خاصة اذا ما اثمر الارتباط بينهما الى وجود الاطفال، فعليهما ألا ينظرا الى المشكلة بشكل فردي، بل ان يحسبا كل الحساب الى وجود الاطفال، وان يجعلا الحياة، تبدو امام الابناء سلسلة وطيبة قدر الامكان، بعيدا عن الصراخ والتعنت بالرأي، مهما كان الطرف الآخر على حق او هكذا يبدو له. 
لذا على كل من الأم هنا والأب أن ينظرا الى حياة الابناء، وهنا نتحدث مع الأم التي تعد الركن الاول في حياة الطفل منذ ولادته، ولكن هذا لا يعني الغاء دور الاب الراعي والموجه للأبناء، ولكن لكونه رب الاسرة والمنشغل بعمله، سواء كان موظفا او صاحب مهنة، فيكون خارج بيته لساعات طويلة، ودور الأم يترسخ في التربية والرعاية والاهتمام بالابناء، كما عليها ألا تهمل زوجها بحجة انشغالها بتربية الابناء، بل عليها أن تعطي لكل طرف حقه في رعايتها واهتمامها، 
فهي وطن كما يصفونها، فعليها ان تحل المشكلات، التي قد تواجهها بدراية وبحس انساني، انها مهمة تبدو شاقة لاغلب الزوجات، خاصة اللواتي لا يتمتعن بالوعي والدراية لدورهن، فكل البيوت تحصل فيها خلافات، فما على الأم الا أن تحكم 
عقلها الكبير، وان تلجأ الى التفاهم مع صاحب المشكلة، سواء كان زوجها او أحد أبنائها، وان تعالج مشكلته بتفهم وبحكنة وبهدوء اعصاب، والا تخفي الامر على الوالد، لا بل تشاركه في حل مشكلة ابنه الطفل او المراهق، اذا كانت المشكلة كبيرة، اما اذا كانت صغيرة، فعليها ان تقنع ابنها بانها سوف تتغاضى عن اخطائه ولا تعاقبه، ولا توصل الامر الى والده بشرط ان يتعظ من الاخطاء التي ارتكبها من 
دون قصد، اما اذا كرر الخطأ فسيكون عقابها له قاسيا .