الاقتصاد الذكي

اقتصادية 2021/02/13
...

ياسرالمتولي 
 
تبدو ان صعوبات جمة تعتري معالجة البطالة في العراق في ظل التضخم بحجم الوظائف العامة، التي فاقت نسب المسوح به عالمياً، قياساً بحجم السكان وعدم قدرة الدولة على استيعابهم، لأسباب تتعلق بالتخصيصات والموارد المالية الضعيفة .
 وبينما تجري المحاولات لتنشيط دور القطاع الخاص لاستيعاب الجزء الاعظم من البطالة، الا أنها تسير ببطء  لعدم كفاءة القوانين والاجراءات المشجعة وبيئة الاعمال غير الملائمة، والتي تسببت في هجرة رؤوس الاموال ومالكيها من رجال الاعمال، للبحث عن استثمارات آمنة  في دول الجوار وغيرها. في هذه الاثناء تتصاعد وتيرة التحول نحو عصر الرقمنة (الاقتصاد الرقمي) ولعل جائحة كورونا أسهمت في تهيئة مناخ القبول بهذا التحول، وباسرع ما متوقع  حول العالم، حيث اصبحت التعاملات الرقيمة سائدة في ظل موجبات مواجهة الجائحة، والمتمثلة بالتباعد والتعامل عن بعد عبر البرامجيات والتطبيقات الالكترونية في جميع الانشطة الاقتصادية والتجارية والماليةً، سواء داخل دولة بعينها او بين الدول. ودعونا نجتزئ هذه الجزئية ونحاول تطبيقها في العراق.. كيف؟. تشير الاحصاءات الى أن  في العراق الىن اكثر من خمسة آلاف من خريجي علوم البرامجيات والتطبيقات، وكثير منهم لديهم القدرات الرائعة في الانتاج.
 ولكن هناك ضعفا شديدا في تسويق منتجاتهم من البرامج والتطبيقات الالكترونية، التي أصبحت سلعة رائجة، تباع وتشترى حول العالم ويستطيع الشباب من خلالها تسويق منتجاتهم الابداعية، عبر الانترنيت وبيعها الى الشركات العالمية التي تتلاقف التطبيقات الابداعية وتتنافس في الحصول عليها، وهناك الكثير ممن استطاع اقتناص فرص عمل عبر الانترنيت، ويجني مرتبات مغرية، ولكن الاغلبية يفتقرون الى الخبرة في تسويق منتجاتهم الابداعية، لذلك هم بحاجة الى التدريب لاكتساب مهارة التسويق . وهناك امكانية لقيام المجلس الاستشاري للخدمات العلمية الالكترونية، التابع لجامعة الدول العربية من تنظيم سلسلة من الدورات التدريبيةً للشباب الخريجين على ايدي كفاءات عالمية في اكتساب الخبرات، ليستطيعوا الحصول على قيمة اضافية لخبراتهم وكيفية تسويق منتجاتهم وكيفية الانتاج والبيع عبرالحدود وحول العالم عن طريق الانترنت، ويمنحهم شهادات دولية معترف بها دولياً، ضمن متطلبات الشركات لقبول منتجاتهم، وفقاً للمواصفات العالمية، وبذلك يسهم المجلس الاستشاري بتنمية قدرات الشباب من اجل الوصول الى اهدافهم من انتزاع فرص العمل خارج الحدود. ومن الجدير بالذكر ان العراق عضو مؤسس في جامعة الدول العربية، فأجد أن لشبابه أولوية بالحصول على هذه الخدمات، والمسألة تحتاج منهم اولاً الاقلاع عن ثقافة التعويل على الدولة في الحصول على فرصة عمل، عدا كونها غير قادرة على استيعاب هذا الكم الهائل من البطالة والايمان المطلق ثانياً  ببناء وطنهم  بولوج علم (الاقتصاد الذكي)، الذي يعني اعتماد الشباب المبدع على قدراته الابداعية الذاتية في الحصول على فرص عمل تفوق مردوداتها باضعاف مضاعفة، لاي مرتب يمكن ان يحصلوا عليه في اي وظيفة حكومية. وساحاول بوصفي عضواً في المجلس الاستشاري للخدمات العلمية الالكترونية، نشر آليات ووسائل ومراحل الدورات التدريبية، بعد التشاور مع السادة رئيس واعضاء المجلس، تمهيداً للمباشرة بتنظيم الدورات التدريبية.