واشنطن تحرض الجيش الفنزويلي على العصيان

قضايا عربية ودولية 2019/02/03
...

كاراكاس / وكالات 
 
 
ازمة فنزويلا صراع جديد تدخل اميركا طرفا فيه فبينما أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو امس الاحد استعداده لدعم مبادرة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في البلاد، خاطب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، القيادة العسكرية في فنزويلا، داعيا إياها إلى العصيان والانضمام إلى صفوف معسكر المعارضة بقيادة خوان غوايدو “للدفاع عن الدستور والديمقراطية” حسب تعبيره.
ووجه بولتون نداءه عبر تغريدة كتبها في “تويتر” جاء فيها: “إلى القيادة العسكرية العليا في فنزويلا.. حان الوقت الآن للوقوف إلى جانب الشعب الفنزويلي.. حقكم ومسؤوليتكم الدفاع عن الدستور والديمقراطية في فنزويلا”. 
وفي تغريدة أخرى، دعا بولتون الجيش الفنزويلي إلى أن يحذو حذو الجنرال في القوات الجوية الفنزويلية فرانسيسكو يانيز، الذي انشق عن الجيش النظامي وأعلن استعداده لتنفيذ أوامر زعيم المعارضة خوان غوايدو.
وكتب بولتون في التغريدة: “اعترف ضابط فنزويلي آخر بالرئيس الشرعي لفنزويلا (غوايدو). تدعو الولايات المتحدة جميع العسكريين إلى الاقتداء بالجنرال يانيز وحماية المتظاهرين المسالمين الذين يدعمون الديمقراطية”. 
كما دعا بولتون موظفي البنك المركزي الفنزويلي وغيرهم من المصرفيين إلى “قبول العفو الممنوح من قبل الرئيس غوايدو، حاليا، بدلا من تحمل المسؤولية عن نهب ثروة البلاد”.
وبات بولتون، الذي يعد أحد “صقور” السياسة الخارجية للولايات المتحدة، في الفترة الأخيرة، بمثابة بوق للسياسة الأميركية تجاه فنزويلا، محولا حسابه في “تويتر”، على غرار الرئيس دونالد ترامب، إلى منبر أساسي يستخدمه لنشر تصريحاته.
 
موقف الرئاسة الفنزويلية
في المقابل أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو استعداده لدعم مبادرة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في البلاد. وقال مادورو امس الاحد خلال كلمة أمام تجمع لأنصاره في العاصمة كاراكاس بثت في موقع تويتر: “هم يريدون الانتخابات؟ سنجري انتخابات برلمانية”. وأوضح الزعيم الفنزويلي أن مبادرة بهذا الصدد تبحث الآن من قبل الجمعية الدستورية في فنزويلا، لتتم بعدها دعوة سكان البلاد للمشاركة في مناقشتها. 
وخرج الآلاف من المواطنين الفنزويليين في تظاهرات انقسمت بين مؤيدة لمادورو، وأخرى داعمة لغوايدو في عدد من المدن الفنزويلية. 
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة “تاس” عن شهود عيان من العاصمة كاراكاس، قولهم إن تظاهرات مؤيدة للحكومة تدعم مادورو، تقام في جو احتفالي.
وقال أحدهم للوكالة الروسية: “كنت لتوي في مسيرة لدعم مادورو.. بدت وكأنها عيد أو كرنفال.. الناس فيها بمزاج جيد، سعداء يرقصون”. 
وعلى الجانب الآخر، قال الصحفي الفنزويلي غابرييل باستيداس، إن الشرطة الوطنية الفنزويلية، غادرت موقع تجمع مناهض للحكومة في ولاية لارا في شمال غرب البلاد. 
وكتب على صفحته في موقع تويتر: “في (مدينة) باركيسيميتو في ولاية لارا، تفرقت قوات الشرطة الوطنية، مما يسمح للمواطنين بالتعبئة لدعم خوان غوايدو”.
ونشر باستيداس فيديو تظهر فيه قوات الشرطة ترتدي الخوذ والدروع يتعانقون مع المتظاهرين، ثم يغادرون مكان التجمع. 
من جانبه وفي خطاب ألقاه أمام أنصاره، دعا غوايدو المعارضة إلى تنظيم تظاهرات ضخمة ضد الرئيس مادورو، يوم 12 شباط الجاري الذي يحتفل فيه الفنزويليون بـ “يوم الشباب”.
وأكد غوايدو أن التظاهرات المناهضة لحكم مادورو ستستمر، حتى تحقيق المعارضة أهدافها. 
دعوة للحوار
بدوره دعا رئيس بوليفيا إيفو موراليس زعماء بلدان أميركا اللاتينية لتجنيب فنزويلا ويلات الحرب، واختيار طريق الحوار.
وبعد وصوله إلى كراكاس لدعم نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، نشر موراليس سلسلة من التغريدات كتب فيها:
“أناشد أشقائي رؤساء بلدان أميركا اللاتينية وحوض الكاريبي أن نتمكن معا من منع اندلاع العنف في فنزويلا. دعونا ندعم الحوار، ونتعلم من التاريخ ونتذكر مدى صعوبة طريق الحرب والمواجهة”.
وأدان موراليس العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على كاراكاس، والتي وصفها بأنها “غير شرعية ولا إنسانية وغير أخلاقية”، وأضاف: “الضحية الرئيسية لهذه العقوبات هو الشعب الفنزويلي، واحتراما للقانون الدولي، يجب رفع هذه العقوبات على الفور”.
وتمر فنزويلا بأزمة سياسية حادة، إذ أعلن خوان غوايدو رئيس البرلمان المعارض نفسه رئيسا انتقاليا للبلاد، وحظيت خطوته بتأييد الولايات المتحدة وكندا وبعض دول أمريكا اللاتينية، في حين أكدت روسيا والصين وعدد من الدول في المنطقة وخارجها دعمها لمادورو باعتباره الرئيس الشرعي والوحيد لفنزويلا. 
 
روحاني  ونصر الله
وفي موقف مغاير أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني شرعية حكومة نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو، معبرا عن قناعته بأن الحكومة الفنزويلية والشعب، سيتمكنان من إحباط المؤامرة الأميركية الجديدة ضد البلاد.
جاء تصريح روحاني خلال تسلمه أوراق اعتماد السفير الفنزويلي الجديد في طهران، كارلوس آلما لاكوردنس، حيث قال: “إننا ندعم حكومة السيد مادورو القانونية ونعتقد بأن الشعب بوحدته ووقوفه إلى جانب الحكومة سيحبطان هذه المؤامرة الجديدة كالمؤامرات السابقة”، في إشارة إلى اعتراف واشنطن بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا انتقاليا للبلاد.  مشيرا الى أنه لا يحق للولايات المتحدة التدخل في شؤون فنزويلا الداخلية. 
وفي الوقت نفسه كشفت مصادر خاصة لـصحيفة “السياسة الكويتية” عن أن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، تلقى رسالة من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وذلك بعد إعلان “حزب الله” موقفه الداعم لمادورو ورفضه التدخلات الأميركية .
وأفادت مصادر صحيفة “السياسة” بأن نصر الله، تلقى رسالة من مادورو، أعرب فيها الأخير عن شكره وتقديره على الدعم المطلق الذي تلقاه من الحزب في مواجهة محاولات المعارضة الاستيلاء على السلطة في فنزويلا.
وقالت المصادر للصحيفة إن رسالة مادورو جاءت ردا على رسالة نصر الله التي أعرب خلالها عن استعداد حزبه لتقديم أية مساعدة له ولعائلته، بما في ذلك إرسال خبراء عسكريين أو مختصين في حماية المنشآت الأمنية من صفوف حزب الله إلى فنزويلا. 
وأضافت المصادر انها لم تتمكن من التأكد إذا كان الرئيس مادورو وافق على الاقتراحات التي عرضها عليه نصر الله، مشيرة إلى تزايد الأصوات في صفوف حزب الله التي تدعو إلى رد الجميل لفنزويلا.