الجنوسة والجندر

ثقافة 2021/02/15
...

د. نضال السلمان
يعد مفهوم (الجنوسة) مفهوما مركزيا في النظرية النسوية التي اتجهت نحو الوعي بالأسباب التي جعلت المرأة تحتل مكانًا هامشيا، ويكمن هدفها في تحويل دور النساء وانتقاله من المرحلة السلبية إلى المرحلة الايجابية بجعل المرأة مشاركة في الحياة بدلاً من كونها خاضعة تحت نظام اجتماعي صارم يربط المرأة بجسدها والرجل بعقله، مما عزز أسلوب توزيع العمل على أساس النوع، وانحاز في ذلك إلى الرجل على حساب
المرأة.
جاءت (الجنوسة) ردة فعل على هذا التقسيم الجائر بحق المرأة في الحياة، إذ تعد بمثابة النتيجة الطبيعية المثمرة للحركات النسائية التي جرت عبر التاريخ عن طريق مسيرتها النضالية، وقد وصلت المرأة في هذه المرحلة إلى المطالبة بإعادة الاعتبار لها سياسيا واجتماعيا وأدبيا بعيدًا عن محددات الجسد، ذلك الفخ الذي اوقعها الرجل به طويلاً بحجة الطبيعة البيولوجية وكثير من الكاتبات النسويات كنَ يعشقن وضعًا مزدوجًا لا يستطعن الكشف عن سمات كتاباتهن الأنثوية خشية الوقوع في فخ الضعف  والسلبية فيها، من هنا وحسب هذا الحكم يكون التقدير النقدي الممنوح للكتابة الذكورية بمثابة الخطر الدائم على الكتابة الانثوية، لأنه يقوم بتغييب النصوص الانثوية، ويكثر من إنتاج النصوص أو الاجراءات النقدية التي تحط من قيمة الأنثى عن طريق محكيات باهتة أو كاريكاتوريات مكتنزة بالذكورة، والإعلاء من 
قيمتها.
تتخذ الناقدة النسوية (شوالتر) في كتابها (نيابة النوع) رأيا مختلفا مما ذكرنا أعلاه بشأن النصوص الذكورية والترويج لها بوساطة الحط من الكتابة الانثوية، وذلك بدعوتها إلى التركيز على الكتابة الذكورية، ليس بعدها سجلاً يوثق التحيز ضد المرأة، بل بعدها سجلاً للنوع والاختلاف 
الجنسي.
ذهب هالبرستام في دراسته (الذكورة المؤنثة) إلى تعدد اتجاهات الجنوسة واتجاه الكاتبة نحو بلورة الذكورة الحديثة في سياق الاختلاف مع الأنوثة وتطوير تقنياتهن بتوظيف شخصيات ذكورية من مثل الفتاة الغلامية، والزوج الأنثى، والانثى المسترجلة، ما أدى إلى خلق ذكورة بلا رجال يقابلها تدني الانثى وتغييب
ذاتها.
من الواضح أنّ الهيمنة الذكورية قائمة بعنف في التقليل من شأن المرأة وتغييب الأنثى، والشك في قدراتها الابداعية والفكرية وجعلها وسيلة للإنجاب، والمتعة الجسدية ومحاولة بقائها في موقع 
الاستلاب.
المرأة الغربية بدأت تفكر، بل تستطيع مواجهة واقعها السلبي وتغيير المفاهيم النمطية لشخصها في اطار المجتمع الذكوري بعيدًا عن الهيمنة على كل ما يتعلق بها على مستوى القيم والسلوك، ولقد وجدت في (الجنوسة) أو (الجندر)، الذي أفرزته الحركة النسوية ملاذًا ومخلصًا لها من القيود إلى التحرر “لأنَّ الجنوسة ليست متقلبة كليًا ولاهي مائعة اجمالاً ففي أي زمن ومكان مفترضين يتم تشكيلها ضمن مجال من المحددات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وإنها أيضًا نقطة البداية التي يمكن منها لمخيلاتنا أن تبدأ بالتحدي مرة 
أخرى”. 
ومصطلح (الجندر) صاغه “عالم النفس (روبرت ستولر) الذي ميز بين المعاني الاجتماعية والنفسية للأنوثة والذكورة على الأسس البيولوجية، فالجنوسة ليست معطىً (بيولوجيًا)، وإنما هي سيرورة اجتماعية، وتترجم عادة كلمة (الجندر) بالنوع الاجتماعي، وهي أساسًا مقولة ثقافية وسياسية، تختلف عن الجنس بعده معطىً بيولوجيًا... ثم ان المفهوم أداة فعل في الواقع، وبحث في مجالات التنمية من حيث التقسيم الاجتماعي
للأدوار”.
كان وضع الأنثى المفرط في الانوثة والموقف المضاد له في اواخر القرن من لدن الحركة النسوية - بعدها بحسب ولستونكرافت يقلل من قدر الجنس الانثوي – يعد عاملا مساعدًا في تجلي (الجنوسة أو الجندر) في الساحة الادبية من أجل اعادة مكانة المرأة أدبيًا واجتماعيًا بعيدًا عن جسدها، أي إنَ الجنوسة شكلت موقفًا معاديًا ضد الحتمية البيولوجية والإيمان بأن الوضع الاجتماعي هو الذي وضع الأنثى في خانة الموقف السلبي وبالإيمان بدونية 
المرأة”.
تجدر الإشارة إلى أنَ النجاحات المتتالية في الميدان الادبي للمرأة في أربعينيات أو خمسينيات القرن التاسع عشر، جعل ردة فعل الرجل الكاتب حيال الكتابة الانثوية تتسم بالعداء والتهجمية عن طريق قولهم إن الرجل في كتاباته يكون أكثر تأثيرًا على العقل البشري من الأنثى، وتلك قضية شائكة، لأنَّ الرجل حاول أن يسحب البساط الابداعي من تحت أقدام الانثى ليجعلها مستلبة الارادة منتهكة الجسد خلقت 
للذة.
يعد مفهوم (الجنوسة) مفهوما مركزيا في النظرية النسوية التي اتجهت نحو الوعي بالأسباب التي جعلت المرأة تحتل مكانًا هامشيا، ويكمن هدفها في تحويل دور النساء وانتقاله من المرحلة السلبية إلى المرحلة الايجابية بجعل المرأة مشاركة في الحياة بدلاً من كونها خاضعة تحت نظام اجتماعي صارم يربط المرأة بجسدها والرجل بعقله، مما عزز أسلوب توزيع العمل على أساس النوع، وانحاز في ذلك إلى الرجل على حساب
المرأة.
جاءت (الجنوسة) ردة فعل على هذا التقسيم الجائر بحق المرأة في الحياة، إذ تعد بمثابة النتيجة الطبيعية المثمرة للحركات النسائية التي جرت عبر التاريخ عن طريق مسيرتها النضالية، وقد وصلت المرأة في هذه المرحلة إلى المطالبة بإعادة الاعتبار لها سياسيا واجتماعيا وأدبيا بعيدًا عن محددات الجسد، ذلك الفخ الذي اوقعها الرجل به طويلاً بحجة الطبيعة البيولوجية وكثير من الكاتبات النسويات كنَ يعشقن وضعًا مزدوجًا لا يستطعن الكشف عن سمات كتاباتهن الأنثوية خشية الوقوع في فخ الضعف  والسلبية فيها، من هنا وحسب هذا الحكم يكون التقدير النقدي الممنوح للكتابة الذكورية بمثابة الخطر الدائم على الكتابة الانثوية، لأنه يقوم بتغييب النصوص الانثوية، ويكثر من إنتاج النصوص أو الاجراءات النقدية التي تحط من قيمة الأنثى عن طريق محكيات باهتة أو كاريكاتوريات مكتنزة بالذكورة، والإعلاء من 
قيمتها.
تتخذ الناقدة النسوية (شوالتر) في كتابها (نيابة النوع) رأيا مختلفا مما ذكرنا أعلاه بشأن النصوص الذكورية والترويج لها بوساطة الحط من الكتابة الانثوية، وذلك بدعوتها إلى التركيز على الكتابة الذكورية، ليس بعدها سجلاً يوثق التحيز ضد المرأة، بل بعدها سجلاً للنوع والاختلاف 
الجنسي.
ذهب هالبرستام في دراسته (الذكورة المؤنثة) إلى تعدد اتجاهات الجنوسة واتجاه الكاتبة نحو بلورة الذكورة الحديثة في سياق الاختلاف مع الأنوثة وتطوير تقنياتهن بتوظيف شخصيات ذكورية من مثل الفتاة الغلامية، والزوج الأنثى، والانثى المسترجلة، ما أدى إلى خلق ذكورة بلا رجال يقابلها تدني الانثى وتغييب
ذاتها.
من الواضح أنّ الهيمنة الذكورية قائمة بعنف في التقليل من شأن المرأة وتغييب الأنثى، والشك في قدراتها الابداعية والفكرية وجعلها وسيلة للإنجاب، والمتعة الجسدية ومحاولة بقائها في موقع 
الاستلاب.
المرأة الغربية بدأت تفكر، بل تستطيع مواجهة واقعها السلبي وتغيير المفاهيم النمطية لشخصها في اطار المجتمع الذكوري بعيدًا عن الهيمنة على كل ما يتعلق بها على مستوى القيم والسلوك، ولقد وجدت في (الجنوسة) أو (الجندر)، الذي أفرزته الحركة النسوية ملاذًا ومخلصًا لها من القيود إلى التحرر “لأنَّ الجنوسة ليست متقلبة كليًا ولاهي مائعة اجمالاً ففي أي زمن ومكان مفترضين يتم تشكيلها ضمن مجال من المحددات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وإنها أيضًا نقطة البداية التي يمكن منها لمخيلاتنا أن تبدأ بالتحدي مرة 
أخرى”. 
ومصطلح (الجندر) صاغه “عالم النفس (روبرت ستولر) الذي ميز بين المعاني الاجتماعية والنفسية للأنوثة والذكورة على الأسس البيولوجية، فالجنوسة ليست معطىً (بيولوجيًا)، وإنما هي سيرورة اجتماعية، وتترجم عادة كلمة (الجندر) بالنوع الاجتماعي، وهي أساسًا مقولة ثقافية وسياسية، تختلف عن الجنس بعده معطىً بيولوجيًا... ثم ان المفهوم أداة فعل في الواقع، وبحث في مجالات التنمية من حيث التقسيم الاجتماعي
للأدوار”.
كان وضع الأنثى المفرط في الانوثة والموقف المضاد له في اواخر القرن من لدن الحركة النسوية - بعدها بحسب ولستونكرافت يقلل من قدر الجنس الانثوي – يعد عاملا مساعدًا في تجلي (الجنوسة أو الجندر) في الساحة الادبية من أجل اعادة مكانة المرأة أدبيًا واجتماعيًا بعيدًا عن جسدها، أي إنَ الجنوسة شكلت موقفًا معاديًا ضد الحتمية البيولوجية والإيمان بأن الوضع الاجتماعي هو الذي وضع الأنثى في خانة الموقف السلبي وبالإيمان بدونية 
المرأة”.
تجدر الإشارة إلى أنَ النجاحات المتتالية في الميدان الادبي للمرأة في أربعينيات أو خمسينيات القرن التاسع عشر، جعل ردة فعل الرجل الكاتب حيال الكتابة الانثوية تتسم بالعداء والتهجمية عن طريق قولهم إن الرجل في كتاباته يكون أكثر تأثيرًا على العقل البشري من الأنثى، وتلك قضية شائكة، لأنَّ الرجل حاول أن يسحب البساط الابداعي من تحت أقدام الانثى ليجعلها مستلبة الارادة منتهكة الجسد خلقت 
للذة.