البصرة: صفاء ذياب
افتتح صباح السبت الماضي المعرض السنوي لجمعية الفنانين التشكيليين بمدينة البصرة، وقد جاء بتسلسل 13، بمشاركة 50 فناناً بصرياً من أجيال مختلفة. شهد المعرض تقديم أعمال من مدارس عدة، منها الانطباعي والتجريدي والسريالي، فضلا عن أعمال كولاج ومواد مختلفة.
في حديث مع الفنان أحمد السعد، رئيس جمعية التشكيليين فرع البصرة، أجاب عن تساؤلنا عن الجديد الذي قُدّم في هذا المعرض، بيّن أنه لا يمكن الحديث عن الجديد في المعارض الجماعية السنوية، غير أنه يمكن الالتفات عموماً من خلال هذه المعارض لتجربة أو تجربتين جديدتين يمكن أن يشار إليهما، أو عمل جديد لفنان، إلاّ أننا ربّما لا نلتفت إلى هذه الأعمال، المهم هنا هو التجارب المختلفة، والجمع الكبير من الفنانين في معرض واحد. ومن ثم سيكون عرض الأعمال بالمقارنة، فيرى الفنان المرحلة التي وصل إليها وتجربته مقارنة بتجارب الآخرين. وإلا فلا يمكن أن نعوّل على المعارض الجماعية قياساً بالمعرض الشخصي الذي يتفرّد فيه الفنان بتقديم جديده والتقنيات التي وصل إليها، واختياره للون والفيكرات والخطوط التي خرج بها من خلال هذه الأعمال، ومن ثم الثيمات الجديدة التي يريد أن
يقدّمها.
وأضاف السعد: اقترحنا أن لا نحتفي فقط بالمعرض الشخصي الكامل لفنان ما، بل يمكن للفنان المتميز أن يعرض لوحة واحدة، ومن الممكن أن تقام جلسة نقدية حول هذا العمل، حينها سندرك التطوّر الذي وصل إليه هذا الفنان أو ذاك من خلال عمل واحد، وبالتأكيد لا نلغي المعارض الشخصية في الوقت نفسه، بل لا تكون هي السياق الوحيد في العرض.
كما أننا سنقدم على مناقشة أيّة أعمال تقدّم داخل الجمعية، فالفنان الذي لا يستطيع أن يدافع عن تجربته ويتمكن من شرحها، والتأكيد على الخطوات الجديدة التي أقدم عليها، ومن ثمَّ يقدم تصوّراً ورؤية لما سيعرضه مستقبلاً ضمن سياقات فنية راكزة، ومن ثم يبقى الحكم الأول والأخير للمتلقي الذي يتقبل هذا العمل أو ذاك، أو يرفض تقنيات عمل ما ويثني على تقنيات عمل آخر.
أشار إلى أن الجدوى تكمن في عرض الأعمال وتجميع الفنانين، فضلاً عن تقديم هذه الأعمال للجمهور العام، فالمتابع والفنان الذي يبحث عن كل ما هو جديد لن يتفاجأ بهذه المعارض وما يقدّم بها أبداً. لكن ربَّما نجد عملاً مغايراً يقدم بمثل معرض
كهذا.
وعن الفنانين والأعمال المشاركة، قال السعد إن خمسين فناناً شارك في هذا المعرض، شارك معظمهم بلوحات رسم، ما عدا خمسة أعمال نحتية وعمل خزفي واحد، بواقع عمل رسم واحد لكل فنان تراوح بين الزيت والأكريليك، وعمل مائي واحد، غير أن النحاتين، بسبب قلتهم، شاركوا بأكثر من عمل واحد.
وعمّا إذا كانت الأعمال المشاركة جديدة ولم يعد عرض أعمال قديمة، فغالباً تقام المعارض السنوية لتقديم الأعمال الفنية الجديدة، أي ما رسم تحديداً لهذا المعرض وليس إعادة عرض أعمال قديمة، وهو ما نراه في هذا المعرض، فضلاً عن أعمال لفنانين راحلين عرضت أكثر من مرة في معارض سابقة، قال السعد إننا حينما نشارك في معارض المركز العام لجمعية التشكيليين العراقيين، والتي فيها قوانين صارمة للمشاركة، نجد أعمالاً تبدو أنها قديمة، وهو ما حدث في هذا المعرض أيضاً، وفي الحقيقة أن هذه الأعمال ليست قديمة، غير أننا لا نرى جديداً فيها، فلم يقدّم الفنان فيها جديداً على الرغم من أنها تعرض للمرة الأولى.
فأكثر من 99 % مما قدّم في هذا المعرض لم يعرض سابقاً، لكن التساؤل هنا هل فيها جديد؟
ربّما القليل منها قدم أعمالاً فيها تجديد وتجربة مختلفة، فأغلب الفنانين يكرّرون تجربتهم مع كل معرض. التساؤل الأهم هو من الذي نسميه فناناً حقيقياً؟
برأينا هو الذي يرى في الفن همّاً وتجربة حياتية، غير أننا نعرف بعضنا الآخر، لذا من السهل التعرّف على أعمال هذا الفنان أو ذاك، فالفنان الذي لا يملك فلسفة خاصة بلوحاته من الصعب أن يتميز عن الفنانين
الآخرين.