كان لهذا العمود الأسبوعي أنْ يكون في شأنٍ آخر لولا فجيعة البحث التراثي الشعبي العراقي صباح الثلاثاء الفائت برحيل الباحث الكبير الأستاذ حسن علي الجبوري, أحد أمهر وأحرص العاملين في البحث الفولوكلوري في العراق وفي مديات التجربة الإنسانيَّة.

يكفي الأستاذ الجبوري فخراً أنْ ينشر موسوعته (الأطعمة والأشربة الكربلائيَّة) عام 2018 لتكون مرجعاً أساسياً من مراجع الفولوكلور العراقي, لكنه تنوع في حقول البحث الفولوكلوري فأنتج الكثير من الدراسات التي عدت مراجع قيمة لمن يتبعه من القراء والباحثين ومنها:

• القلة وتقاليد التقبيل في شرائع الحياة

• كوميديا السحر

• ختان البنات

• البكاء على تموز

• العطر في التفكير الميثيولوجي

• تطبير الرؤوس

• موسوعة التراث الشعبي العراقي –ج1

ويقيناً أنَّ هذه البحوث الواسعة في شؤونٍ متعددة تشي بقدرة الباحث الراحل وجلده وهو يعمل مضحياً بصحته وماله من دون منة من أحد, تثبت أنَّ رجالاً مثل حسين الجبوري قد أحبوا وطنهم وتفانوا في علمهم من دون منة, وأنهم لم يلقوا من مجتمعهم سوى الاحترام الواجب مع القليل من الدعم والإسناد الضروريين مادياً لاستكمال المشاريع البحثيَّة المهمة الذي كان الراحل الكريم بصدد إنتاجها.

المرحوم الجبوري من مواليد 1938 وهو خريج كلية التربية في دورتها الأولى وقد عمل في التدريس سنوات كثيرة وأسهم إسهاماً فاعلاً في الكتابة في مجلة التراث الشعبي إثر صدورها, وكان دوماً متمكناً من إيفاء الموضوع حقه من الإحاطة.

رحم الله الأستاذ الجبوري وأملنا في تلامذته وذوي اليسر والجهات الثقافيَّة المساعدة على إعادة طبع كتبه المنشورة والتفاهم مع أسرته لطبع أعماله غير المنشورة, إكراماً له وتقديراً.