بروكسل: كاظم الحناوي
دور المرأة في القيادة مؤشر لانطلاق ثورتنا الاقتصادية المقبلة لعالم ما بعد كورونا، هذا ما طرحه الكاتب روبن مويجمان الباحث والخبير الاقتصادي وقال: ان "المرأة هي نصف السوق"، وتمثل النساء غالبية مصادر المواهب، ويتخذن ما نسبته 80 بالمئة من قرارات شراء السلع الاستهلاكية، ويطرح الكاتب تشكيلة من الفرص المتوافرة للمنظمات العالمية التي تعي فعلا البواعث المحفزة للنساء في مكان العمل وسوق العمل في شتى أرجاء العالم.
اذ وصل العالم الى اللحظة التي يفوق فيها عدد قيادات العالم الاقتصادية من النساء عدد زملائهن الذكور، اذ استولت المرأة بالفعل على السلطة في مجال الاقتصاد العالمي، الأمر يعتمد فقط على كيف تنظر إليه، عندما ستصبح نجوزي أوكونجو إيويالا وهي خبيرة اقتصادية نيجيرية قريبا مديرا عاما لمنظمة التجارة العالمية، فإن جزءا آخر من تأثير الذكور على الشؤون الاقتصادية العالمية سوف ينهار.
تتزايد سيطرة النساء، فكريستين لاغارد ترأس البنك المركزي الأوروبي وكريستالينا جورجيفا صندوق النقد الدولي،وتحدد جانيت يلين منارات اقتصادية في حكومة بايدن،ولورانس بون هي كبيرة الاقتصاديين في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وجيتا جوبيناث من صندوق النقد الدولي ، وكارمن راينهارت من البنك الدولي. وسيخلف لايل برينارد جيروم باول امرأة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي العام المقبل.
وبرأي روبن مويجمان، فإن قضية الجنس (النوع الاجتماعي) لم تعد قضية نسائية، وإنما هي تتعلق بالعمل التجاري، فلدى البلدان والشركات بواعث اقتصادية تجعل جنس القيادة على قمة سلم أولوياتها، من تلك الدوافع، المنافسة الحادة على الموظفين الموهوبين، إذ أصبحت الموهبة من أهم السلع المطلوبة في العالم، ونقصها يسبب مشكلات خطيرة، وستظل المواهب، وفقا للكاتب أهم الموارد وأكثرها ندرة، وهي ما تتنافس الشركات للحصول عليه أكثر من أي شيء آخر، وتعتمد عليها، وتنجح بسببها.
الدافع الثاني للاهتمام الكبير بالجنس، هو امتلاك فريق القيادة المناسب والصحيح، ففي بيئة العمل التجاري التي تتسم اليوم بالمفاجآت والحاجة إلى التوقع والتنوع والتعدد، تحتاج إلى فريق قيادة وإدارة متنوع، وقد وجدت دراسة أميركية أن الشركات التي تضم أعلى نسبة من النساء في فريق إدارتها العليا، تفوقت في الأداء بشكل كبير على تلك التي تضم أدنى نسبة.
النساء يمثلن نصف السوق وأكثر، ومن المؤكد أن التسويق الذي يستهدف النساء، مختلف عن التسويق الموجه للرجال، ولأجل الاستجابة لهذه الشريحة من المستهلكين (النساء) وفهم توقعاتها وطموحاتها، لا بد من عمل ابتكاري إبداعي في العلاقات مع الزبائن. وبالطبع فإن الإدارة النسائية ستكون الأكثر قدرة ونجاحا في هذا المجال.