شكر حاجم الصالحي
خان هيت أو "الخان" يقع عند الباب الشرقى له باب كبير معمول من الخشب، في جهته الشمالية دكان الحلاق ذنون الحاج سالم ثم يليه مقهى عليوى مظلوم.. واجهة المقهى بابه وشبابيكه من الخشب، إذ ترفع الى الأعلى عند الافتتاح وتغلق عند تعزيله.
ويقع شرق المدينة، مدخل الخان طويل وعلى جانبي المدخل غرفٌ فوقها غرف للمسافرين موسوري الحال من التجار والأدباء والمؤرخين والرحالة.
وفي باحة الخان الكبير وفي جهته الغربية غرف للمسافرين وأمام كل غرفة بناء مكعب الشكل بمثابة سرير لينام عليه المسافر وفي جهة السرير هذا وتد لربط الراحلة بعيراً أو حصاناً أو بغلاً، وتطل على واجهة الغرف والتي يتجاوز عددها السبع غرف وطارمة تزينها أقواس جميلة مطلية بالجص، كما أنَّ للغرف أبواباً وشبابيك تطل على ساحة الخان ومدخله وساحته الشرقية المطلة على ساحته، هذه الساحة مكان مناخ جمال المسافرين وخيولهم وأغنامهم وقسم منهم ممن يبيع مواشيه وأبقاره.
وهناك دلال ينادي على ما يباع ويشترى، ويرتاد هذا الخان (القرباط) صناع الأسنان الذهبية و(الجرخجي) ذاك حداد الأمواس والسكاكين و(الزعرتي) وهؤلاء يأتون من تركيا لختان الأطفال، ويتجول في هيت وقراها خياطو المواعين الفرفوريَّة (خياط فرفوري) والمبعدون سياسيا وهم كثر، قد حط القيادي السياسي (شنور) رحاله مع العمال المضربين على شركة النفط عام 1956 عندما قاد إضراب العمال في حديثة متجهاً الى بغداد، حط رحاله في الخان وكانت أسر هيت تطبخ وتخبز وترسل الطعام الى العمال الذين استراحوا وكانوا ضيوف هيت. كما كانت تأتي الفرق الغنائية وتسكن هذا الخان.
ويعدُّ هذا الخان أحد أكبر خانات المنطقة الغربية فهو أكبر من خانات الرمادي الأربعة وخان البغدادي وخان الرطبة، فهو حلقة وصل ما بين بغداد والشام حينما كان موظفو الحكومات التي حكمت العراق يتبادلون الرسائل.