ترامب يعلن احتمالية غزو فنزويلا

قضايا عربية ودولية 2019/02/04
...

 كاركاس / وكالات
مجدداً.. سيناريو التدخل العسكري من قبل واشنطن تصاغ حلقاته بدعوى عدم شرعية الحكم في فنزويلا وان الحلقات تتتابع لتنتهي اما بتنحي الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو او التدخل العسكري الاميركي، وهو ما يحذر المجتمع الدولي منه، منعا لسيل الدماء واضطراب جديد ينضم الى سلسلة الاضطرابات في العالم.
وبينما تعقد مجموعة الاتصال الدولية برعاية الاتحاد الاوروبي الخميس المقبل اولى جلساتها للنظر في ايجاد مخرج للازمة واقناع اطراف الصراع بالجلوس الى طاولة الحوار ورفض اي تدخل عسكري اعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، امس الاثنين، امكانية استخدام القوة العسكرية للاطاحة بنظام مادورو وعدّه احد الخيارات المطروحة للتعامل مع أزمة فنزويلا. 
وصرح ترامب في مقابلة أجراها مع شبكة “سي بي إس” الأميركية أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو طلب لقاءه قبل عدة أشهر، لكنه رفض، وفي معرض ردّه على سؤال حول إمكانية استخدام واشنطن القوة العسكرية في فنزويلا، قال ترامب: “بدون شك... هذا أحد الخيارات . 
في المقابل هدد الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الرئيس الأميركي إذا ما فكر في غزو بلاده. 
وقال مادورو: “ترامب سيغادر البيت الأبيض ملطخا بالدماء، إذا ما أصر على تنفيذ المؤامرة للإطاحة بي وغزو فنزويلا”.
وتابع: “أقول لترامب: توقف. توقف، لن تتمكن من تحقيق هدفك، لماذا تريد تكرار سيناريو فيتنام؟”.
ومضى: “نحن لا نقبل الإنذارات من أي شخص، أنا أرفض أي دعوة لإجراء الانتخابات الآن، الانتخابات ستكون عام 2024، نحن لا نهتم بما تقوله أوروبا”.
واستطرد: “لا يمكنك بناء السياسة الدولية على الإنذارات بصورة نهائية، ما يفعلونه الآن يعيدنا إلى العصور الاستعمارية” لافتا الى انه إذا ما هاجمتنا أميركا الشمالية سنضطر للدفاع عن أنفسنا، لن نسلم فنزويلا أبدا”.
وأضاف: “فنزويلا ليس لديها أزمة إنسانية، فنزويلا لديها أزمة سياسية، فنزويلا لديها أزمة اقتصادية، هناك من يحاول خداع الكثيرين”. 
في الوقت نفسه شبّه مادورو نفسه بـ “السيد المسيح”، واستشهد بقول مأثور لشكسبير في كلمة ألقاها أمام حشد من القادة العسكريين قبيل مناورات للجيش.
وقال: “أنا شخص عامل كيسوع المسيح المخلص، وأنا مسيحي ورع، وكلامي صادر من صدر مسيحي إلى ربه”.
وخلال كلمته التي نقلتها وكالة “نوفوستي” الروسية، اقتبس الزعيم الفنزويلي عبارة شكسبير الخالدة حول السؤال الأبدي “أكون أو لا أكون”، وأضاف: “السؤال: هل نكون وطنا، أو نكون مستعمرة، هل تكون فنزويلا أو لا نكون أي شيء؟”. 
وفي حديث لمحطة “لا سيكستا” التلفزيونية الإسبانية، قال مادورو إنه لن يرضخ في مواجهة ضغوط من يطالبون برحيله ويؤيدون رئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو.
وأضاف: “لم يحق للاتحاد الأوروبي أن يقول لبلد أجرى انتخاباته، إن عليه إعادة الانتخابات الرئاسية لأن حلفاءه اليمينيين لم يفوزوا؟”.
وتابع “هم يحاولون حشرنا بمهل لإجبارنا على الوصول إلى مواجهة شديدة”.
وأشاد مادورو بـ”مجموعة الاتصال” التي شكلتها دول أوروبية واميركية جنوبية وسيلتقي ممثلوها في عاصمة الأوروغواي مونتيفيدو الخميس المقبل، وقال: “أنا أؤيد هذا الاجتماع وأراهن على أن هذه المبادرة ستتيح الجلوس إلى طاولة المفاوضات للحوار بين الفنزويليين وتسوية خلافاتنا وإيجاد مخرج من شأنه حل المشاكل في فنزويلا”، داعيا غوايدو للمواجهة العلنية والحوار، وهذا ما رفضه الأخير. 
بدوره اتهم وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحريض المعارض خوان غوايدو على الانقلاب في فنزويلا.وكتب الوزير في صفحته على تويتر: “دونالد ترامب، بتصريحه الأخير الذي تضمن تهديدات جديدة باستخدام القوة العسكرية في انتهاك مباشر لميثاق الأمم المتحدة، أكد أنه يقف وراء الانقلاب، المعارضة الفنزويلية يتم التحكم بها من ترامب”.   
 
مواقف دولية
من جانبه وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول إمكانية التدخل العسكري في فنزويلا بأنها تقوض أسس القانون الدولي.
وأكد لافروف في كلمة ألقاها في الجامعة القرغيزية الروسية في عاصمة قرغيزستان بيشكيك حرص موسكو على صون القانون الدولي وتأييدها مساعي التسوية السلمية لأزمة فنزويلا.
وقال: “سنواصل الدفاع عن القانون الدولي وتأييد المبادرات التي تتقدم بها بعض دول اميركا اللاتينية، كالمكسيك والأوروغواي، والتي تستهدف تهيئة الظروف لإطلاق الحوار الوطني الشامل بمشاركة كافة القوى السياسية الفنزويلية”. 
في الوقت نفسه أكدت وزارة الخارجية الروسية أن المهمة الماثلة حاليا أمام المجتمع الدولي تكمن في تقديم مساعدة اجتماعية-اقتصادية للشعب الفنزويلي، وتجنب تدخل خارجي مدمر في شؤون هذا البلد.
وقال رئيس قسم اميركا اللاتينية في وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر شيتينين، في حديث لقناة “زفيزدا”: “يجب أن يجد الفنزويليون بأنفسهم حلا لمشاكل بلادهم، وقبل كل شيء في المجال الاجتماعي - الاقتصادي، والمهمة الماثلة أمام المجتمع الدولي هي مساعدتهم في ذلك، دون تدخل خارجي مدمر”. 
وشدد شيتينين على موقف موسكو الرافض لتطبيق أي سيناريو غير بناء واستخدام القوة تجاه فنزويلا، مؤكدا أن الضغط على البلاد من خلال العقوبات أمر ضار، بل يجب حل كل المشاكل في فنزويلا عن طريق حوار داخلي سلمي. 
 
مجموعة الاتصال الدولية
وفي سياق الحديث عن حل للازمة في كاركاس أعلن الاتحاد الأوروبي أن مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بفنزويلا ستعقد اجتماعها الأول في الأوروغواي يوم الخميس المقبل لبحث الأزمة الفنزويلية.
وقالت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن الاجتماع المقرر عقده في مونتيفيديو، سيكون على مستوى الوزراء.
ولفتت موغيريني إلى أن هدف المجموعة “هو المساهمة في خلق ظروف من أجل انبثاق عملية سياسية وسلمية، تمكن الفنزويليين من تحديد مستقبلهم عبر إجراء انتخابات رئاسية نزيهة وذات مصداقية”.
وكانت المكسيك والأوروغواي قد دعتا في وقت سابق، لعقد مؤتمر دولي حول فنزويلا للوقوف على مستجدات الأزمة الفنزويلية.
وفي 31 كانون الثاني الماضي، أعلنت موغيريني تشكيل مجموعة اتصال خاصة بفنزويلا تضم فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة وهولندا والسويد وإكوادور والأوروغواي وكوستاريكا وبوليفيا.
وأوضحت موغيريني أن “مجموعة الاتصال ستستمر في أعمالها الخاصة لإيجاد حل للأزمة الفنزويلية خلال 90 يوما”، مشيرة إلى أن “تحديد هذه الفترة مرتبط بضرورة وضع حدود زمنية واضحة لحل النزاع”.
 
سلسلة اعترافات أوروبية بغوايدو
 ومع تواصل الازمة أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا وإسبانيا والسويد والنمسا والدنمارك، اعترافها بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد. 
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر تغريدة على “تويتر”: “الفنزويليون لديهم الحق في التعبير عن أنفسهم بحرية، وديمقراطية”، متابعا: “فرنسا تعترف بغوايدو رئيسا فعليا للبلاد لتنفيذ العملية الديمقراطية والانتخابية”. وأضاف ماكرون: “ندعم مجموعة الاتصال التي أنشأها الاتحاد الأوروبي، حول هذه الفترة الانتقالية”.
وقال المستشار النمساوي سباستيان كورتس، عبر “تويتر”،: “نظام الرئيس مادورو رفض إجراء انتخابات رئاسية حرة، ولذلك من هذه اللحظة نحن نعتبر غوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد، وفقا للدستور الفنزويلي”.
وأضاف كورتس: “نعرب عن دعمنا الكامل لغوايدو من أجل إعادة الديمقراطية لفنزويلا التي عانت طويلا من حكم شمولي، وغياب لسيادة القانون” حسب تعبيره.
بينما نقل موقع “راديو السويد”، عن وزيرة الخارجية مارغوت والستروم قولها: “في هذه الحالة، نحن ندعم غوايدو ونرى أنه الرئيس المؤقت لفنزويلا”.
كما قال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانتر إن بلاده تعترف بخوان غوايدو كرئيس مؤقت لفنزويلا. فيما أعلنت إسبانيا، على لسان رئيس حكومتها بيدرو سانشيز: “تعلن حكومة إسبانيا أنها تعترف رسميا برئيس البرلمان الفنزويلي، السيد غوايدو ماركيز، رئيسا انتقاليا لفنزويلا”. 
بدوره أعرب رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو عن تأييد بلاده الكامل لرئيس برلمان فنزويلا المعارض خوان
 غوايدو.
وقال ترودو في اتصال هاتفي مع غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا، إنه معجب بشجاعته وأعلن دعمه التام له.  
وجاء في بيان صدر عن الحكومة الكندية: “شدد الزعيمان على أهمية إرسال المجتمع الدولي، إشارة واضحة في ما يتعلق بعدم شرعية نظام مادورو، وضرورة احترام دستور فنزويلا”، وأهمية إجراء انتخابات رئاسية حرة وعادلة في فنزويلا “ بحسب البيان.