ثقافة الصورة.. ثقافة جسد

ثقافة 2021/03/02
...

 علوان السلمان
 
الصورة خيرٌ من ألف كلمة.. كونفشيوس كونها تمثيلا للواقع المرئي ذهنيا او بصريا، أو (ادراك مباشر للعالم الخارجي الموضوعي تجسيدا وحسا ورؤية).. إنها تكوين لفظي او بصري بنقل الوجود الموضوعي تكثيفا وايجازا مؤطرا وظلاله وحركاته ليشكل ايقونة تعبر عن التماثل بين الدال والمدلول.. وهي تختصر الواقع الحقيقي (مساحة وحجما وزاوية رؤية ومنظورا) يميزها الطابع المهني.. التقني والفني والجمالي والدلالي المقصدي، ويشكلها بعدان اساسيان، اولهما البعد الايقوني (العلاماتي) الذي يتمثل في (الوجه/ الجسد/ الطبيعة)، وثانيهما البعد التشكيلي (خطوط/ الوان/ تراكيب).
وكل هذا يقترن بالصورة الفوتوغرافية.. وهناك انواع من الصور كالصورة الاشهارية (الاعلامية والاخبارية) التي يكون تأثيرها حسيا وحركيا، ذهنيا ووجدانيا.. والصورة التشكيلية التي تقوم على الخطوط والالوان.. والصورة  الايقونية متمثلة في الرسم التصويري والفوتوغرافي. 
وهناك الصورة الكاريكاتورية والمسرحية والسيمية التي هي لقطة بصرية سيميائية متحركة مرتبطة بزاوية النظر ونوع الرؤية.. وهناك الصورة الرقمية (صورة الحاسوب) التي توجد ضمن فضاءات الشبكة العنكبوتية، فضلا عن الصورة البلاغية أو الادبية أو الشعرية التي تقوم على التشبيه والاستعارة أولا، ثم اقترنت بالمكون البصري والايقوني مع السيميائيات المرئية
 والرقمية.
ومع التطورات والمتغيرات الحضارية التي فرضت تأثيرها على الفنون والآداب كان لزاما مسايرة الحداثة باختلاف رؤاها الجمالية.. والصورة بكل مكوناتها قد تأثرت وتحولت من الجمود الى لغة فنية بمفاهيمها وقيم عناصرها بحكم أنسنتها وتوافقها التعبيري وتداخلها مع الرؤية التشكيلية.. كون الصورة الفوتوغرافية قيمة فنية مستمدة من واقعية اللحظة الشخصانية او الطبيعية الجامعة بين الروح الفنية والجمالية البصرية التي يخلقها منتجها محددا أبعادها بفعله الفكري والبصري وتفاعله الروحي متجاوزا السطحية (الشكل) والغوص في العمق (المحتوى) الناضج (كون المحتوى يحقق الشكل) لتحقيق الفكرة التي يقصدها والرؤية الفنية المنحصرة في سرد موقف او حكاية.. إذ لكل صورة حكاية
 ودلالة.
ومع اختلاف الرؤية البصرية في التعاطي مع الصورة.. اذ البعض يجردها من واقعيتها بتوظيف تقنيات فنية واسلوبية بتلاعبه عن طريق استخدام (الفوتو شوب) من اجل ترويض المعاني البصرية لخلق جماليات تتجاوز فكرة التصوير السطحي وملامسة العمق النفسي في الاداء الفني ليؤدي وظيفته المؤثرة والكاشفة عن جوهرها الذي تعكسه الحركات الخارجية للجسد. ومع كل هذا التنوع تبقى الصورة المرئية هي المثال والتفرد الابداعي الذي يخلقه منتج واعٍ لانتاجه الصورة المولدة
 للاسئلة.