صوت يحز وريد المكان

ثقافة 2021/03/02
...

 هدى جهاد

منذ سنوات
تجلس حيث الراحة أبعد
في ليالي النوح والحسرة
تستغيث ببقايا عدم الاكتراث
تختلس النظر عبر الابواب والنوافذ
بوجهها المحروث بماءٍ تعب
تبهت ملامحها شيئا فشيئا..
تناديه
أحضرت لك العشاء؟!
بينما، اختار طريقاً لا تأمنه
حتى انطبع خدُّهُ
على الرصيف.. نازفاً ماء الورد
محتضناً أحلامه
وهيتسير دون وعي
كـأشباح
في أعماق المجهول.. تبحث عنه
في دروب تطويها مسافات طويلة
ويلتهمها الليل الثقيل..
في المشفى
يد ترتبك..
صوت أم يحز وريد المكان،
ودمعة من لهب..
في المشفى
موت.. موتٌ سريري لم أرَهُ..
جثة تتنفس بالماكنات
وروح تحوم كطير ذبيح في الهواء..
في المشفى
يتخثر الصوت فوق الشفاه
ويغمر القلب نبض سريع
طفل ينادي ولكن بلا حرف
وأمتئن ولا من مجيب؟
فجراً
يمر اسمه على مسمعها
كخيال الطيف
يعبر وتصرخ
(محمد يومه)
تستجدي صورته من وجوه المعزين
علها تلتصق به..
في المأتم
تهدر الصيحات
حيث الموتى يتساقطون
يترنحون
يشقون طريقهم نحو السماء
دون وداع..