اعمال خيرية لإعالة الأيتام والأرامل

اسرة ومجتمع 2019/02/05
...

وليد خالد الزيدي
يعد العامل البشري أهم مرتكز لعملية التنشئة المجتمعية في كل بلدان العالم, ونحن في العراق الآن بحاجة إلى استيعاب المتغيرات الحاصلة في بلدنا وانعكاساتها على حياة الناس من خلال تبني قيم عمل ذاتية من شأنها أن تعزز اطر الإبداع والتطور الذي ننشده,وبنوايا مدروسة واتجاهات علمية مستندة على الشعور بالمسؤولية من كل شخص قادر على البذل والعطاء,لاسيما الجهود الذاتية للكثير من المحسنين ودعم المبادرات الفردية والجماعية في بلدنا بهدف تحقيق الأمن والاستقرار المجتمعي
 المنشود.
حيث تتوسع مؤسسة حرث الآخرة بإعمال خيرية في مجال التأهيل والتطوير عن طريق تنظيم ورش تدريب ودورات تندرج ضمن هذا الإطار لتعطي مؤشرات نوعية لتعزيز خدمة الفئات المستفيدة وتواصلها بعملية تقويم الأداء وتجسيد صور الإبداع
 لديها.
يقول رئيس المؤسسة كاظم عبد الرضا الكعبي إن المؤسسة انبثقت في حي الرشاد شرقي بغداد عام 2015 حيث قمت باقتطاع 250مترا مربعا من مساحة داري البالغة500 متر مربع لتجنب أعباء الإيجار وبنائها على نفقتي الخاصة وترعى الأيتام والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة و عوائل الشهداء الذين لم يستلموا مستحقاتهم وجرحى الحشد والقوات الأمنية لحين استلام رواتبهم, والمتعففين من المحتاجين الذين لا يملكون قوتهم والمرضى والأرامل والمطلقات, فضلا عن فئات اجتماعية أخرى كالمؤجر الذي لا يكفي عمله سد رمقه فنقوم بدفع الإيجار بدلا
 عنه. 
وأضاف الكعبي إن دعم المؤسسة بالدرجة الأولى من مكتب مرجعية النجف وعن طريق المشرف العام للمؤسسة الشيخ عباس التميمي معتمد آية الله العظمى السيد علي السيستاني(دام ظله) في الرشاد ونائبه الشيخ عباس البهادلي ذلك ما جعل مكتب المرجع الاعلى يضع في اولوياته دعم المحتاجين المسجلين ضمن مؤسستنا ماديا وعينيا. 
وهناك دعم من المحسنين,فضلا عن أعضاء المؤسسة كدعم شهري للأيتام,مبينا إن رقعة عمل المؤسسة  تشمل حي الرشاد وبعض مناطق أطراف بغداد وتخدم أكثر من أربعة آلاف عائلة
 مستفيدة. 
وأوضح إن المؤسسة تواكب كل ظرف طارئ يمر به البلد كالطائفية ومخلفاتها من تهجير ونزوح قسري في المخيمات,فضلا عن أزمات السيول والإمطار وتلوث مياه البصرة وانتشار الإمراض في بعض المناطق وضحايا الإرهاب والتفجيرات الإجرامية فهي قدمت مساعدات مختلفة لمحتاجيها بسبب تلك الظروف.
كما تسهم في إكمال معالجة ذوي الاحتياجات الخاصة لتأهيلهم وتمكينهم من أداء وظائف بسيطة,ودورات لتعليم تلاوة القرآن الكريم وإرشادات دينية لمستفيدات من الكاظمية وشارع فلسطين والبلديات والشرطة الخامسة ودروس دينية وتثقيفية على يد سيدات متخصصات,وورش لتعليم الخياطة,فالنساء هن أكثر فئة مستفيدة في المؤسسة,داعيا مسؤولي شبكة الحماية الاجتماعية لإيجاد صيغة تنسيقية معها لغرض تسجيل العوائل المشمولة
 بإعاناتها.
وأشار إلى أن هذا التنسيق يمكن أن يرتقي إلى برنامج شامل للتخلص من آفة الفقر, ومعرفة حجم الموارد البشرية التي يفترض أن تسهم في عملية البناء المجتمعي الذي يحتمل أن يحقق استثمار أفضل لقدراتها وجهودها الذاتية وتحفيزهم للانخراط في مشاريع القطاع الخاص الخدمي والإنتاجي,او دعمهم بقروض ميسرة,فلتلك المسألة ضرورة قصوى للعمل على تحفيز عنصر الاستفادة من القوى العاملة.