حساسية بالغة

اسرة ومجتمع 2019/02/05
...

عدوية الهلالي
(عندما تختلفين وتتخاصمين مع الجميع ، لابَّد ان يكون الخلل فيك انت وليس فيهم ، حاولي مراجعة نفسك) وقبل ان يكمل موعظة اراد لها ان تكون هادئة ولاتثير انفعال زوجته المستمر ، انفجرت الزوجة الشابة باكية وهي تقول : انت تتهمني كالعادة بأني مخطئة والجميع على حق ، توجهت مسرعة الى حجرتها، فأغلقت الباب عليها وبدأ السيناريو الذي بات يتكرر كثيرا منذ عدة اشهر في كل فترة زواجهما القصير ...لم يعد يحتمل تصرفات زوجته وكان يود لو قال لها ان عليها ان تنضج وتفهم ان الهروب لايحل مشكلة وان زعلها المستمر من كل شيء ينغص عليهما حياتهما ويضطره في النهاية الى التوسل بها لتكف عن البكاء ويصالحها كالاطفال ..كان يريد ان يقول لها اشياء كثيرة تؤكد حبه لها واختيارها من بين كل زميلاته لجمالها واخلاقها الحسنة لكنها هربت وانزوت في غرفتها كما في كل مرة ...تركها دون مصالحة سريعة ولأول مرة منذ زواجهما وتوجه الى بيت اهله ، كان يفتش عن شيء من الهدوء وراحة البال على الرغم من ان الطرف الثاني في المشكلة هذه المرة هم اهله ذاتهم ..
قالت له والدته محاولة الاتجرح مشاعره : هل هدات زوجتك ؟ صدقني يابني ، لم نكن نقصد انتقادها، لكن شقيقته الكبرى قالت باصرار : “زوجتك مدللة “ ..وشارك الوالد في الحديث لأول مرة بقوله “ انها جميلة وطيبة لكن عقلها صغير !” ثم اردف : “ زوجتك حساسة يابني وحساسيتها بالغة جدا “ ..
في الطريق الى منزله ، فكر الشاب ، حساسية زوجتي بالغة ومزعجة جدا ، واقل شيء يثير انزعاجها وتظن ان الجميع يترصد لها ويحصي عليها انفاسها وكل ردة فعل من الاخرين تتصورها رسالة انتقاد موجهة لها ، لقد بدأت تزعجه تصرفاتها حتى في مجال العمل فهي تتهم الجميع بانتقادها والتربص بها ، وبعد كل هذا لاتقتنع بان الخطأ كامن فيها وليس في الاخرين ..حاول ان يطرد من رأسه فكرة معاناة زوجته من مركب نقص فهي جميلة ومهذبة وتثير اعجاب كل من يعرفها بشرط الا يمازحها او ينتقد شيئا فيها لأنها تعتبر ذلك اهانة لاتغتفر ..لم يجد حلا لأسئلته المتلاحقة ولكنه قرر الا يسمح باستمرار الوضع هكذا والا يساعد على ذلك باعتذاراته ومصالحاته المستمرة والا يقوم بالخطوة الاولى دائما ...على زوجته ان تكبر ) وكبرت الفكرة في رأسه متحولة الى قرار وهو يدق باب حجرتها بحزم ...