شجرة التـيـن

ثقافة 2021/03/13
...

  سلام البناي 
 
في مدخل الحيّ القديم
الذي لم أعد
معنيًّا بتفاصيله
تقف مخذولة
شجرة التين. 
يقال إنها
نزلتْ على الأرض
في أول الفجر
فتعطَّرتْ
بحكايات الصباح.
صاحب المخبز
الذي كان يسقيها دموعه
قبل أن يوقد تنوره
كتب على ساقها تعويذة
لم يعرف أنها اختفت
مع تقادما لسنين. 
والعاشق
الذي كان يجلس
تحت ظلّها
ليخبِّئ قصائد مراهقته
هو أيضا يمرٌّ
من هناك
كلما ضاقت
به الذكريات .
كذلك الدرب
الممدود إليها
انتهى في عزلته
ومات...
والأطفال الذين
اتَّخذوها مظلّة
صاروا أطول منها
وتيبَّست الأحلام
في سلالهم
وانفرطوا...