محطة الفضاء الدوليَّة.. 20 عاماً على استقبال البشر

علوم وتكنلوجيا 2021/03/18
...

  بروكسل: وكالات
تعمل محطة الفضاء الدولية بكامل طاقتها بعد أكثر من 20 عاماً لم تخلُ فيها من العنصر البشري، ومن المفترض أنْ تبقى في الخدمة لسنوات عدة بفعل عودة الرحلات الفضائية من الولايات المتحدة، لكن مسألة مستقبلها مطروحة بقوة.
الميناء الفضائي
وقالت رئيسة البرامج المأهولة في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" كاثي لوديرز في مؤتمر صحافي في وقت سابق من الشهر الحالي إنَّ محطة الفضاء الدولية "أصبحت الميناء الفضائي الذي كنا نريده".
بعد سحب المكوكات الفضائية الأميركية من الخدمة العام 2011 ، بقيت صواريخ "سويوز" الروسية "مركبات الأجرة" الوحيدة التي تقصد المحطة. ولكنْ منذ العام الماضي ، وبفضل شركة "سبايس إكس"، استؤنفت الرحلات الجوية من الولايات المتحدة.
وقال مدير برنامج المحطة في وكالة "ناسا" جويل مونتالبانو: "اتفاقنا الأخير مع الشركات الخاصة يسمح لنا بإرسال المزيد من الأشخاص إلى محطة الفضاء الدولية".
وبما أنَّ مركبة "دراغون" من "سبايس إكس" تستوعب أربعة رواد فضاء (مقارنة بثلاثة رواد في "سويوز")، رُفع عدد أفراد طاقم للمحطة من ستة إلى سبعة.
وينبغي تالياً أنْ يضاف إلى محطة الفضاء الدولية.. سرير جديد. والعمل جار على ذلك بالفعل.
ومن المتوقع أنْ تتوجه مهمة عادية ثانية إلى المحطة بواسطة "دراغون" في 22 نيسان المقبل من فلوريدا، وتحمل اسم "كرو 2"، وسيكون في عدادها الفرنسي توما بيسكيه.
وسيمكث أفراد البعثة الجديدة بضعة أيام مع رواد الفضاء الأربعة الذين يشكّلون "كرو 1"، على أنْ يعود هؤلاء إلى الأرض بعدما أمضوا ستة أشهر في الفضاء.
وخلال فترة التسليم والتسلّم هذه، سيكون ما لا يقل عن 11 شخصاً موجودين معاً في محطة 
الفضاء.
وشبّه شين كيمبرو من "كرو 2" الوضع في المحطة بـ"وضع التخييم". وأضاف "على الواحد منا أن يجد مكانأً للنوم بجانب الحائط أو على السقف".
 
مزيدٌ من العلم
وقال مدير الاستكشاف البشري والروبوتي في وكالة الفضاء الأوروبية الشريكة في المحطة ديفيد باركر: "نحن ندخل العصر الذهبي لاستخدام محطة الفضاء الدوليَّة".
ويعودُ تاريخ المشروع الجنوني إلى العام 1984، عندما طلب الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغن من وكالة "ناسا" إنشاء "محطة فضاء تكون مأهولة بشكل دائم". وأرسلت الأجزاء الأولى إلى الفضاء في العام 1998. أمضى الطاقم الأول أشهراً عدة هناك في العام 2000، وفي العام 2011 أُنجِز تجميع هذه المحطة التي بلغ طولها 108 أمتار.
ولاحظ الخبير في تاريخ الفضاء روبرت بيرلمان الذي شارك في تأليف كتاب عن الموضوع أنَّ "معظم التركيز في النصف الأول من عمر المحطة كان على إنشائها"، وفق ما قال لوكالة فرانس برس.
أما اليوم ، فلا يزال يتعين على رواد الفضاء إجراء عمليات الصيانة، لكنهم باتوا "يقضون معظم وقتهم في إجراء مئات التجارب العلمية".
وأجريَ أكثر من ثلاثة آلاف اختبار في هذا المختبر الموجود في المدار على ارتفاع 400 كيلومتر فوق الأرض، حيث يدور بسرعة 28 ألف كيلومتر في الساعة.
ورأى توما بيسكيه أن "ثمة الكثير من الأشياء هناك". واضاف "إذا كان بإمكان المرء الاكتفاء بالضغط على زر لإحضارها إليه على الفور والقيام بعمله، فسيكون ذلك رائعاً".
 
أي مستقبل؟
أما مستقبل محطة الفضاء الدولية فهو مضمون رسمياً حتى سنة 2024 من قبل حكومات الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا واليابان وكندا. و"من وجهة نظر فنية"، أكدت "ناسا" أن المحطة "ستكون قادرة على تنفيذ مهامها حتى سنة 2028". وطمأن إلى أنَّ تحليل الوكالة "لم يُظهر أي مشكلات قد تمنع تمديد مهمتها إلى ما بعد 2028". ومن المقرر أن تبدأ الدراسة الخاصة بالمرحلة الممتدة من 2028 إلى 2032 "في وقت لاحق هذا العام" ، بحسب جويل مونتالبانو. إلاّ أن وجهة استخدام المحطة ستتطور. وكانت "ناسا" التي تسعى إلى فك الارتباط بالمحطة مالياً للتركيز على الاستكشاف البعيد (القمر والمريخ) أعلنت العام 2019 أنها ستستضيف السياح في محطة الفضاء الدولية في مقابل بدل مالي. وسيسافر هؤلاء إلى المحطة بواسطة مركبات "سبايس إكس" أو "بوينغ" التي تأخر تطوير مركبتها "ستارلاينر" عن الجدول الزمني. وأمل جويل مونتالبانو في أنْ "تكون أول رحلة لرواد فضاء من القطاع الخاص سنة 2022". وإذا كانت محطة الفضاء الدولية ستواصل مهمتها لبضع سنوات أخرى ، فإنَّ البدائل كثيرة. فشركة "أكسيوم سبايس" تعتزم إنشاء "أول محطة فضاء تجارية دولية" ستكون ملحقة في المرحلة الأولى بمحطة الفضاء الدولية. وتخطط الصين هي الأخرى لبدء تجميع محطة فضاء كبيرة سمّيت "تيانغونغ" هذه السنة، على أن تنجزها بحلول سنة 2022. أما روسيا فأعلنت أخيراً عن مشروع لإقامة محطة "على سطح القمر أو في مداره" بالتعاون مع بكين، بعدما امتنعت عن المشاركة في المشروع الأميركي لإقامة محطة "غيتواي" الفضائية المصغرة التي ستكون بمثابة محطة توقف أولى للأميركيين الذين سيتوجهون مستقبلاً إلى القمر. وبذلك، يمكن أن تنتهي عقود الشراكة الروسية الأميركية في الفضاء عندما تبلغ محطة الفضاء الدولية سن التقاعد وتُرسل إلى الأرض لتتحطم في المحيط.