عبد الكناني
حين ترى سما الجيران واهل منطقتها يهرعون لوالدها في البيت لنجدتهم في معالجة عارض صحي لابناء احد افرادها او تعرض لجروح اوحروق او كسور وكأنه الطبيب الوحيد. وهو حقا كان الطبيب والاخ والابن البار لمنطقته فهو برع بوظيفته في المجال الصحي كمعاون طبي وعرف بأنه يفهم في الكثير من الحالات الطبية على الرغم من عدم فتحه عيادة خاصة بل كان يعتبر عمله انسانيا ووفائيا لمنطقته واهلها واكتفى بما يرده من وظيفته.
حين كانت سما ترى تلك المواقف من والدها ابن المنطقة الوفي جبر عسكر كانت تتمنى مع نفسها ان تمارس احدى المهن الطبية ولعل الطموح الاكبر كأن تكون طبيبة لكن خذلها المعدل فعوضت باختصاص الصيدلة بعد ان قبلت في كلية الصيدلة بالجامعة المستنصرية لتتخرج وتنطلق في رحاب العمل الصحي والانساني اذ لم تدع عناصر المهنة تتغلب عليها سوى بالاندفاع والامانة والاخلاص وتطوير الحال والتعمق اكثر بمهنة الصيدلة للتعرف اكثر على اسرار الادوية وجديدها واخر المنتوجات بهذا المجال خاصة بالنسبة لادوية الامراض المزمنة والخطيرة.
وقد اتاح لها تعيينها في صيدلية مستشفى الامل للاورام في بغداد ان تتعرف اكثر على معاناة الناس وحاجتهم لبعض الادوية المهمة مما حملها مسؤولية اكبر في ان يكون لها دور وحضور فاعل في هذا المجال.
ودفعها هذا الحب والعشق للمهنة ان تكون قريبة من الناس ومعاناتهم وتقديم الخدمة والعطاء المغلف بالحس الانساني والمجسد في امكانية وقدرة في العمل بهذا الاختصاص المهم في العمل الصحي ان تعمل في صيدلية خاصة من خلال تعاونها مع احدى صديقاتها في فتح صيدلية ليتاح لها ان تزاول عملها واختصاصها بامكانية افضل وارقى لاسيما انها ستجهد نفسها في ان تحاول توفير افضل الادوية التي تسهم في اعادة العافية للاجساد المتعبة وتبهج النفوس الكئيبة من خلال اختيار اجود المنتوجات ومن مناشئ موثوق بها وشركات حسنة السمعة وقد تحقق لها هذا التطلع المشروع الذي يعكس شغفا وحبا لان تكون احد عناصر السعادة للانسان الناس الذين يتعاملون
معها.
ولذلك لم استغرب ماقالته تلك المرأة التي جاءت تطلب دواء لبناتها وانها قصدت صيدليتها لسمعتها الطيبة ونجاحها في كسب ثقة الناس في ظل وجود صيدليات تخدعهم بأدوية “اكسباير” او ادوية من مناشئ اقل جودة وشركات غير
معروفة.
ولم استغرب ذلك التتابع من الناس على الصيدلية للتزود بما يحتاجونه واثقين مطمئين من جودة الدواء وافضليته بوجود الصيدلانية الامينة سما جبر عسكر التي قالت لنا حين سألناها عن سر هذا التعاطي الملفت للناس مع صيدليتها؟.
ربما اتى ذلك من حسن التعامل والمصداقية في اعطاء الادوية ذات افضل واجود المناشئ والشركات والتي زرعها عندي واشقائي والدنا الذي يزاول مهنة الطب كمعاون طبي وكان عنصرا ايجابيا في منطقتنا من خلال تعاونه في احتواء احتياجاتهم ومطالبهم وازماتهم الصحية.
واضافت : وقد يكون ذلك ايضا للامانة والارشاد والنصيحة في اخذ هذا النوع من الادوية وتجنب نوع معين .
او عدم الاكثار من عقار جاء من طلب اجتهادي بدون وصفة طبية. واحيانا اوجه الزبائن بان يعودوا للاطباء لكتابة وصفة اخرى لان الدواء المطلوب غير فعال لمعالجة حالتهم
الصحية.
ان العلاقة مع المراجعين سواء في المستشفى الذي اعمل به و المواطنين الذين يفدون للصيدلية جاءت من حبي لعملي وحرصي على تقديم افضل خدمة لهم انسانيا وطبيا سواء كان في جودة الدواء او من الدور التوعوي الذي يصاحب عملي في التعامل مع الدواء والحالة المرضية لهم واحيانا انصح بغذاء معين على وفق الوصفة الطبية.
واشارت: ولعل الاسعار المعتدلة هي ميزة اخرى جعلت من الصيدلية ذات منزلة طيبة عندهم. فضلا عن اخبارهم بالاسعار لبعض الادوية ان كان ضمن امكانياتهم من عدمها. ولاادري هل من المناسب ذكر اننا احيانا نترك مبلغا على المواطن ان كان مايحمله لايسد قيمة الوصفة .
علاوة على تحمل مزاج المريض وتطمينه بان حالته بسيطة ويمكن ان لايحتاج الى دواء اخر. او التدخل لاختيار بديل افضل لبعض الادوية. هذا وغيره جعلنا نفوز بثقة المواطن ونكسب حبهم واحترامهم وتعاونهم ودعواتهم وهو توفيق من الله سبحانه وتعالى الذي جعلنا ان نكون بهذه الصورة التي ترضي الضمير والقيم التربوية التي تربينا عليها والمجتمع وربنا الكريم ونحمد الله وندعوه لان نحافظ على هذه العلاقة ونطورها حتى ان جلبت لنا العداء والخصومات من اصحاب الصيدليات الاخرى.
وهو دور اجتماعي قد يؤدي الى ان تتعاظم ثقافة المحبة والامانة والصدق والايثار بين المواطنين جراء عدم التمييز بينهم ان كان لجاه ام لمال اونفوذ والتمسك بشعار رضا الضمير ورب العالمين هو الغاية الكبرى قبل الربح والمردودات الاخرى.