بيروت/ غفران المشهداني
في مثل هذه الأيام من كل عام ما أن نتجول في شوارع بيروت حتى نرى الكثير من محال بيع الورد الطبيعي والهدايا قد بدأت تحضيراتها للاستعداد لموسم عيد الفالنتاين الذي يصادف في الرابع عشر من شهر شباط وعيد الحب.. يراه كثيرون انه يوم لتبادل الهدايا بين العشاق, ولكن من الممكن أن تكون الهدية كلمة رقيقة أو أغنية رومانسية، وحتى الحب ليس شرطاً ليكون للشريك.. بل يمكن ان يكون للأم. او للصديق.. للاخ ...او للاهل بصورة عامة.
تقول المواطنة ربيكا العاصي، صاحبة متجر لبيع الزهور والهدايا، في منطقة فرن الشبّاك: أنا وجميع مالكي متاجر الزهور المحليين نحاول مساعدة الناس على التعبير عن حبهم مع العائلة والأصدقاء والأحباء في اقتناء ما يودون إهداءه حيث بعض الزبائن تكون محتارة ماذا تهدي.
وتبيّن العاصي: منذ بداية شهر يناير وأنا بدأت أجهّز المتجر بما يلزم حيث زيّنت بطاقات عيد الحب بصور من القلوب والورود الحمراء من أجل عيد الفالنتاين.
وتضيف: بعض العشاق يبدأون بشراء هدايا العيد والبعض الآخر يطلب مني مسبقا بإن تكون جاهزة في ذلك اليوم وبطريقة مميزة وغالباً ما يكون الإقبال على شراء الأزهار والدببة أو الشوكولاتة والحلوى لدى معظم الطبقة المتوسطة حيث تكون الأسعار مقبولة وليس كل الشباب أثرياء ليقدموا لحبيباتهم وزوجاتهم في هذه المناسبة الهدايا الفخمة، مثل المجوهرات.
فيما يشير السيد صائب جعفر صاحب محال للورد والهدايا في منطقة فردان: بأنه على مدى العام هنالك إقبال لشراء الورد ولكن في الغالب قبل أن يبدأ شهر شباط حتى يكون الاقبال من قبل الشباب وحتى المسنين على شراء الأزهار الحمراء تحديداً ويكون سعرها مرتفعا قليلاً بهذه الأيام من السنة.
وعن الهدايا الأخرى التي يكون عليها إقبال في متجره: هدايا عيد الحب الأكثر شيوعا هي القلب، خاصةً في اللون الأحمر والوردي، وصور أو نماذج كيوبيد، حيث يصور كيوبيد عادة كشخصية مجنحة صغيرة مع القوس والسهم و في الأساطير، كان يستخدم سهمه لضرب قلوب الناس حتى يقال أحيانا أن الناس الذين وقعوا في الحب “ضربهم سهم كيوبيد”.
والمطاعم والكافيه أيضا لديها تحضيرات حيث يوضح السيد نادر الراشي صاحب مطعم في بيروت: عيد الحب ليس عطلة رسمية ولكن العشاق يعتبرونه عطلة وفرصة مناسبة للخروج والتنزّه وتكون المطاعم مزدحمة أكثر من المعتاد لأن العديد من الناس يخرجون لقضاء أمسية مع زوجاتهم أو أزواجهم والكثير من الأزواج يحجزون في مطعمي طاولات مسبقا للاحتفال بذكرى زواجهم الذي يصادف في هذا العيد لأن الرابع عشر من شباط تاريخ شعبي مناسب لحفلات الزفاف.
أبدا أن يهدي الحبيب أو الزوج هدية غالية لشريكته لكي يسعدها فما زلت أتذكر أول احتفال لنا في عيد الحب حين عدت من عملي وجدت زوجي قد قرر ان يقوم بإعداد وجبة مطبوخة في المنزل كما فاجأني بعشرات الورود ، وقلب غامض بداخله مع الشوكولاتة ، وبطاقة مصنوعة يدويا، كما أضاء الشموع بنفسه لقد أسعدتني كثيراً هديته وهي عندي أغلى من أية هدية باهظة الثمن ممكن ان تقدم لي فالسعادة والحب يعبر عنهما من خلال القلوب النقية وليس ثمن
الهدايا.
المغترب البنغلادشي أبو علاء الذي يعمل في أحد محال الورد في منطقة كورنيش المزرعة يؤكد انه يستعد لعيد الحب ويهدي لزوجته باقة ورد في كل عام ويعتب عليها: “فلماذا هي لا تبادلني إهداء اي شيء في هذا اليوم ويتساءل:ل ماذا بعض الزوجات ومنهنّ زوجتي أنانيات يخفنّ على أموالهنّ أن تقل في حال شرائهن هدية
للشريك؟ .
خبيرة الاتيكيت كلوديا الهاشم تتحدث عن علاقة الاتيكيت بعيد الحب: كل الاتيكيت موجود في عيد الفالنتاين وأؤكد دائما بأنّ هنالك ركنين أساسيين في هذا العيد هما الكلمة واللقمة يعني كيف نتكلم ونتصرف بكلامنا حيث الكلمة بتعمر بيت وبلياقتنا وصوتنا واللقمة أعني الطاولة فجميل جداً من الشريك أن يزيِّن الطاولة للاحتفال بعيد الحب إضافة للطبخة الجميلة التي تعدها الزوجة لزوجها ومن المهم تحضيرها ليس فقط للأكل وإنما تجمع الشريكين لقضاء وقت هادئ مع بعضهما في المنزل.
وتضيف: من الاتيكيت ألا نتوقع من الشريك هدية كبيرة وباهظة الثمن وحين تقدم له لربما لا تكون مثلما هي في خياله فيشعر بالدهشة وينعكس ذلك على ملامح وجه الشريك تجاه الحبيب الذي أهدى الهدية وبالتالي سوف تسبب عدم الإعجاب بالهدية بالأحراج
الكبير له.
وعن اتيكيت إهداء الورد للحبيبة تشير ميشال: لغة الورد ربما لا يعرفها الجميع لكن بعلم الاتيكيت والورد في هذا اليوم تحديداً فإنّ الشاب الذي يهدي لحبيبته وردة حمراء واحدة في عيد الحب فهذا يعني إنني أحببتكِ من اول نظرة وأما إذا أهدى لها وردتين فهذا يعني إنه يمهِد لها ويريد طلب يدها للزواج.
وتؤكد: وهنالك إتيكيت خاص لهدية الأم والتعبير لها عن الحب من خلال الورد حيث من المناسب جداً إهداؤها ورد الزنبق فهو ورد يعبر عن الاحترام والتقدير أو ورد البيونيا حيث تعتبر البيونيا رمزا للجمال الأنثوي والمشاعر
الصادقة.