انطلق إلى الفضاء الاثنين الفائت أول قمر اصطناعي مصنع بالكامل في تونس ومخصص لشبكة «إنترنت الأشياء»، لتصبح بذلك أول بلد مغاربي يصنع قمراً اصطناعياً ما يفتح آفاقا أمام المهندسين الشباب الذين يرغب غالبيتهم في الهجرة الى الخارج.
وباتت تونس أول بلد من بلدان المغرب وسادس بلد إفريقي يصنع قمرا اصطناعيا بعد مصر وجنوب إفريقيا وغانا خصوصا، وفق موقع «سبايس إن أفريكا» المتخصص.
وأطلقت الجزائر ستة أقمار اصطناعية للمراقبة تم تطويرها من قبل شركات أجنبية وتعكف حاليا على تطوير مشروعها الخاص «ألسات 3 «. أما المغرب، فأطلقت قمرين اصطناعين لمراقبة الأرض بالتعاون مع الشركة الايطالية-الفرنسية «تاليس ألينيا سبايس» وعملاق الصناعات الفضائية الأوروبي إيرباص.
وقال المهندس خليل شيحة من المدرسة الوطنية للإلكترونيك والاتصالات في صفاقس (وسط) إن المشاركة في هذا المشروع مصدر «فخر»، كما أن العمل في قطاع الملاحة الجوية أو الفضائية «حلم».كذلك، عبرت المهندسة هيفاء التريكي (28 عاما) عن «ابتهاج كبير بعد ثلاث سنوات من العمل المكثف»، وتابعت «من حسن الحظ أنّ هناك جوّاً جيداً لتجاوز الضغط والتمرس على التكنولوجيات الحديثة»، مضيفة «قمنا بتضحيات كثيرة وهذا مستحق».
وكان مقررا أن يقلع صاروخ «سويوز» الروسي الذي ينقل القمر الاصطناعي التونسي ضمن مجموعة تضم 38 قمرا اصطناعيا، السبت في الذكرى الخامسة والستين لاستقلال تونس. لكنه انطلق أخيرا من قاعدة بايكونور في كازاخستان صباح الاثنين، في حدث تابعه من تونس العاصمة الرئيس التونسي قيس سعيّد.
وقال سعيّد «ثروتنا الحقيقية هي ثروة الشباب القادر على تحدي كل الصعاب»، مضيفا «لا ينقصنا إلا الإرادة الوطنية». وعبّر عن «افتخار بشباب تونس عبر العالم».
ويقول المسؤول عن المشروع في شركة «تلنات» أنيس يوسف «انه بالفعل حلم يتحقق». ويرمي القمر الاصطناعي التجريبي إلى جمع بيانات من أجهزة استشعار بينها أدوات قياس حرارة أو لواقط للتلوث متصلة بالإنترنت أو شرائح لتحديد التموضع أو مستشعرات للرطوبة، لقراءتها في الوقت الحقيقي حتى في مناطق لا تغطيها الشبكة على الأرض.ويجسد المشروع البالغة تكلفته نحو 1,2 مليون دولار والذي انطلق في 2018، عمل فريق من المهندسين التونسيين الشباب، بمواكبة خبراء تونسيين في الخارج بينهم خبير شارك في مهمة «برسيفرنس» التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إلى المريخ.
وتبلغ قدرة الإرسال الخاصة بقمر «تشالنج وان» الاصطناعي 250 كيلوبايت في الثانية على نطاق 550 كيلومترا، بحسب الشركة المصنعة.وهو سيكون من أوائل الأقمار الاصطناعية التي تستعين في الفضاء بتقنية لنقل البيانات تُستخدم على الأرض تحمل اسم «لورا»، وهي تتيح توفير اتصال عبر الأقمار الاصطناعية بين قطع موجودة من دون الحاجة سوى لتغيير الهوائيات.وسيحاول «تشالنج وان» تلبية الحاجة المتزايدة للوصل بين الأشياء عبر الأقمار الاصطناعية، إذ لا تغطي شبكة الإنترنت الأرضية أكثر من 20 % من مساحة الأرض. ويبيّن المهندس المتخصص في علوم الفضاء أحمد الفاضل أن «هذه مشكلة كبيرة بالنسبة للزراعة». وتسعى «تلنات» بالتعاون مع بلدان إفريقية أخرى، في السنوات الثلاث المقبلة إلى إطلاق سرب يضم أكثر من عشرين قمرا اصطناعيا لاستغلال هذه التكنولوجيا تجاريا.