وسائل التواصل الاجتماعي.. مورد رزق لجدّات روسيا

منصة 2019/02/08
...

سان بطرسبورغ/ أ ف ب
رغم نقص المهارات في استخدام الإنترنت، تحاول بعض الجدات الروسيات بيع إنتاجهنّ من القبعات والجوارب وكنزات الصوف عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتوفير موارد إضافية للتمكن من الصمود في ظل مداخيل التقاعد الهزيلة التي يتقاضينها.
على انستغرام
فلدى هؤلاء النسوة البالغ عددهن نحو أربعين اللواتي يعرضن مطرّزاتهن عبر حساب "غرانيز" على شبكة "انستغرام"، من غير الوارد تمضية ساعات طويلة على غرار مسنين روس كثر آخرين على الأرصفة في البرد القارس والرطوبة التي تهيمن في أحيان كثيرة على سان بطرسبورغ أملا في بيع كنزة صوف في مقابل حفنة من الروبل.
هؤلاء الجدات يقدمن ثمرة عملهن على صفحة المشروع بطريقة شبه احترافية، إذ تُنشر على الحساب صور لعارضات شبيهات باللواتي يظهرن على مجلات الموضة وتباع قطع الملابس المعروضة بعشرات الدولارات.
هذه المبادرة التي أطلقت قبل أشهر في سان بطرسبورغ ثاني كبرى مدن روسيا، ترمي إلى توفير مساعدة مادية للنساء المشاركات بين سن 55 عاما و87 وأيضا إعادة التركيز على "الدور المقدس للجدات في روسيا"، وفق ما تؤكد القائمة على المبادرة يوليا الييفا البالغة 27 عاما لوكالة فرانس برس.
 
دور محوري
وتوضح هذه الشابة الحائزة شهادة في إدارة الأعمال وهي حفيدة امرأة في سن 85 عاما تشارك في المشروع، أن "الجدات يؤدين دورا محوريا في العائلات الروسية إذ إنهن يعتنين بالأحفاد ويطهون أطباقا شهية ويحكن المطرّزات. غير أن إيراداتهن هزيلة. وكباقي الأشخاص المسنين، هن يواجهن صعوبة في الاستمرار بحياتهن الاجتماعية وإيجاد عمل بعد التقاعد".
ويحتل وضع المسنين في روسيا موقعا محوريا في النقاشات العامة منذ قرار الرئيس فلاديمير بوتين زيادة سن التقاعد من 55 عاما إلى 60 للنساء ومن 60 عاما إلى 65 للرجال، للمرة الأولى منذ سقوط الاتحاد السوفياتي.
وفيما لا يزال يتعين على متقاعدين روس كثر العمل من أجل البقاء بسبب قلة الموارد المتاحة للمتقاعدين، أثار هذا الإصلاح استياء كبيرا.
وفي المدن الروسية الكبرى خصوصا في موسكو وسان بطرسبورغ، من غير النادر رؤية متقاعدين يبيعون كنزات قرب محطات قطارات الأنفاق.
 
مبلغ "هائل"
وتؤكد إيلينا تريتياكوفا وهي أول جدة انضمت لمبادرة "غرانيز" أن المشروع غيّر حياتها. وهي تقول "من شبه المستحيل أصلا أن تجد متقاعدة عملا ووضعي أكثر تعقيدا لأني لا أستطيع العمل إلا من المنزل".
فهذه السيدة البالغة 56 عاما تربي حفيدها المقعد البالغ 14 عاما مع ابنتها البالغة 38 عاما. وبفضل بيع الكنزات، تجني ما يصل إلى 70 ألف روبل (1045 دولارا) في الشهر، وهو مبلغ "هائل" بحسب تأكيد هذه السيدة التي تتقاضى بالكاد حوالى 180 دولارا في الشهر كمخصصات تقاعدية.
وفي هذا اليوم، تلتقي إيلينا بيوليا ألييفا في مقهى بوسط سان بطرسبورغ لتسليمها طلبية زبونة. وتقول يوليا "هذه قطعة فاخرة من الصوف البيروفي وهي نسخة عن ماركة شهيرة". وتباع هذه القميص بسعر 180 دولارا.