بغداد: فرح الخفاف
أكدت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وجود رغبة كبيرة لدى حكومات العراق والأردن ومصر لتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين الدول الثلاث. تأكيدات الأمانة جاءت قبيل انعقاد قمة بغداد التاريخية الثلاثية بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.وقال المتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء حيدر مجيد في تصريح خاص لـ"الصباح": انه "وبعد القمة الثلاثية التي عقدت في الأردن العام الماضي، وبناءً على هذه القمة ومخرجاتها، أقدم العراق على تأسيس المجلس التنسيقي العراقي الأردني المصري، وكانت هناك عدة لقاءات بين الوفود وزيارات متبادلة، سواءً حضورياً او عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، وتم توقيع عدد من مذكرات التفاهم المشتركة، في مجالات عدة منها الطاقة والصناعة والتجارة والزراعة والصحة".
وأشار الى أنَّ "وفداً عراقياً زار القاهرة في كانون الأول الماضي، بينما زار وفد آخر عمان الأسبوع الماضي".
مجمعات سكنيَّة
بخصوص الخطوة المقبلة، اوضح مجيد ان "التحضيرات مستمرة لتفعيل هذه الاتفاقيات على ارض الواقع، وهناك رغبة مشتركة بين الحكومات الثلاث لتفعيل هذه الاتفاقيات، والاسراع بها، خاصة في قطاع الاسكان الذي تم فيه بحث تفعيل انشاء المجمعات السكنية، لاسيما المتوقفة منها والتي نسب انجازها متفاوتة ما بين 70 الى 80 بالمئة وما فوق".
وكان وزراء خارجية العراق والأردن ومصر قد اكدوا عقب اجتماعهم في بغداد أمس الأول، تطلعهم إلى عقد القمة الثلاثية في بغداد بأقرب وقت".
طبيعة الاتفاقيات
واضاف مجيد "في الوقت الحاضر هناك اتفاق مع وزارة الإعمار المصرية وتحديداً مع الشركات الحكومية المصرية على تنفيذ مشاريع المجمعات السكنية والبنى التحتية والطرق والجسور في بغداد والمحافظات وأن تكمل العمل بها"، منوهاً بان "هذه المشاريع ستوفر فرص العمل، خصوصاً ان لدينا العديد من الكفاءات والأيدي العاملة، وستكون حاضرة بالعمل، وهذه طبيعة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ومعمول بها في جميع دول العالم في استقدام الشركات الاستثمارية، لاسيما ان هناك الكثير من المشاريع متوقفة ومتلكئة لأسباب مادية، بالاضافة الى ان موازنة العام الماضي لم تقر، والان نحتاج الى تدوير عجلة الإعمار والتنمية".
الصناعات الدوائيَّة
وكشف المتحدث باسم الأمانة العامة عن "وجود اتفاقيات في مجال الصحة مع الاردن تتعلق بتبادل الخبرات والصناعات الدوائية والزمالات الدراسية، واستقدام الاطباء لاجراء العمليات الجراحية، فضلاً عن انشاء المدينة الصناعية المشتركة"، مبينا "ان الكثير من القطاعات شُملت بالاتفاقيات بين الدول الثلاث".
وفي ملف الإعمار ايضا، أكد مجيد ان "الحكومة واللجنة العليا للخدمات والإعمار تابعتا الكثير من المشاريع خلال المدة القليلة الماضية، وتم تحريك العديد من هذه المشاريع المتوقفة منذ العام 2008، خاصة في محافظة ذي قار، اذ تم تدشين ثلاثة مشاريع هي: "تأهيل جسر النصر، وتأهيل واكساء طريق آل بدير- الفجر المسمى (طريق الموت)، بالاضافة الى مشروع ماء الاصلاح الذي وصل الانجاز فيه الى ما يقرب 98 بالمئة وسيفتتح قريباً، فضلاً عن قرب افتتاح جسر كونكريتي حيوي والمستشفى التركي المتوقف منذ سنوات عديدة".
مدينة إداريَّة
في غضون ذلك، اشاد الخبير الاقتصادي سعد زيدان بالاتفاقيات التي وقعها العراق مع الأردن ومصر.
وقال زيدان: "حان وقت تفعيلها وترجمتها على أرض الواقع، خاصة ما يتعلق منها بالجانب الصناعي وانشاء المجمعات السكنية"، مبينا ان "الجانب المصري نجح خلال السنوات الأخيرة في مجال الإعمار والإسكان، ويمكن ان تتم الافادة من ذلك كانشاء مدينة ادارية كالتي في القاهرة، فضلاً عن بناء مجمعات وتشييد جسور وانفاق وغيرها من المشاريع، بينما يمكن الافادة من التجربة الأردنية بالمشاريع الصناعية كالدواء او الزراعة بالطرق الحديثة".