ترجمة: عادل العامل
تنشأ المهرجانات الشعبية عادةً من الشعائر الدينية لإرضاء الآلهة والقوى الخفية الأخرى، وتتصل مثل هذه المهرجانات، في بنغلادِش، كما في غيرها، بزراعة النباتات، وتربية الماشية، وإخصاب الأرض.
وقد اختفت اليوم مهرجانات ما قبل التاريخ التي كانوا يقدّمون فيها القرابين البشرية لاسترضاء الطبيعة وإله الشمس، مثلاً، لكن بقية تقاليد المهرجانات الأخرى لا تزال حية الآن مع بعض التغييرات المهمة.
فهناك مهرجانات خاصة بالدعاء لإله الشمس، وإله المطر، وغيرهما. ونجد في شعائر هَدوما ديوHudumaDeo، قيام مجموعات من نساء السكان الأصليين بالذهاب عارياتٍ إلى الحقول ليلاً، ليغنّين معاً استعطافاً لإله المطر، هَدوما، كي يمنّ على الناس بالمطر. وتجدهن، في مهرجان الطين للغرض نفسه، يحملن أباريق الماء ويدورنّ على المنازل وهن يلطّخن بعضهن البعض الآخر بالطين. وهناك مهرجان آخر للمطر، يدعى كَلانامانوKulanamano، تحمل فيه النساء الكولا المزخرفة أو المراوح ويدورنَّ على البيوت وهنّ يغنّين الأغاني التي تناشد المطر السقوط.
وأما أبيوباتشيAmbubachi، فهو مهرجان شعبي خاص لدى الهندوس. ويمثّل طقساً لمدة ثلاثة أيام تتابعه النساء، بدءاً من اليوم السابع من شهر أسادAsadh (يبدأ في 22 حزيران)، يعتقدون فيه بأنه خلال هذه الأيام الثلاثة تتحد السماء والأرض، وهو ما يبلل الأرض ويجعلها ملائمة للزراعة. ويُمنع آنئذٍ الحفر أو الحرث خلال هذه الأيام، وتلتزم النساء الهندوسيات ببعض التقييدات. ويتم تحضير أطعمة خاصة وكعك من الأرز خلال هذا المهرجان.
وهناك مهرجان غاسبيGasbiالخريفي الذي يحتفلون به لضمان حصاد أفضل. ويبدأ الاحتفال في آخر ليلة من شهر أشفين (يبدأ في 23 أيلول). وفي الصباح التالي، أي صباح اليوم الأول من شهر كارتيك (يبدأ في 23 تشرين 1)، تُعمل حلوى الشَندي ( وهو جذر طيب الرائحة) من الكركم الأخضر وزيت الخردل ويجري نثرها على نبات الأرز أملاً في محصول أفضل. وكان الناس في الماضي يطبخون الطعام في آخر يوم من أكسفين ويأكلونه في اليوم التالي. وكانوا يتّبعون هذا التقليد وفقاً للقول المأثور الذي مفاده بأنه إذا ما طبخ المرء طعاماً في شهر أشفين وأكله في كارتيك، فإن أمنياته ستتحقق. ولم يعد هذا المهرجان شائعاً، ربما نتيجةً للتغيير المناخي.
كما أن هناك مهرجانَين في غرب البنغال يستندان أيضاً الى الممارسات الزراعية، وهما توسو وبادو. ويُحتفل بهما حتى اليوم بطريقة بهيجة تماماً. فتقوم نساء منطقة بيورولا الهندوسيات بالتعبد لبادوBhaduخلال شهر بادرا (يبدأ في 23 آب) وترمي امرأة كبيرة في السن أزهاراً على صورة الإلهة بادو بينما تغني الأخريات أغاني بادو. وفي اليوم الختامي يتفرجن بعيون دامعة على تغطيس الإلهة.
وهناك، في نهاية الشهر نفسه، مهرجان آخر تحتفل فيه قبيلة أورون، وهو مكرَّس لعبادة شجرة الكرمkaram. وهذا المهرجان مناسبة لفتيان وفتيات الأورون للرقص، والغناء، والشراب، إذ إنه ليس فقط لعبادة شجرة الكرم، بل في الحقيقة لخلق جوٍّ يعبّر فيه الشباب عن مشاعر الحب المتبادلة، أيضاً. وتتم التحضيرات للمناسبة خلال الليلة السابقة. ويصوم هؤلاء الفتيان والفتيات اليوم التالي كلَّه. ويجتمعون في المساء حول شجرة الكرم، حيث تغني النساء ويرقص الرجال والنساء جميعاً.
عن / Banglapedia