لا حيلة لنا

ثقافة 2021/04/03
...

  وليد حسين

(1)
 
لم يمضِ إلّا يومٌ
لكنّ الساعاتِ مثخنةٌ بحوارٍ داكنٍ 
غائرٍ في نفسٍ مشرئبةٍ تحومُ حول 
تخومِ اللحظةِ
ثمَّة ذاكرةٌ..
تغرسُ أنيابَ السنين الرخوةِ
في أشلاءِ أجوبتي تحيلني الى رمادٍ
وأنا أبحث عن ممكناتِ الأزمنةِ
وذاك السؤالُ الممتدُّ في الوعي 
أو اللا وعي عن سرِّ الأمكنةِ لأنّها أصلُ 
وجودٍ شاسعٍ.. وكأنّ مساربَ الياسِ
جاشتْ بمقتنيات أبينا آدمَ فأمسك  
السماءَ محترزاً في نزولٍ قسري
لم يعد يملك غير تمحّل أعذارٍ
وتلك البقعةُ الداكنة ويجانبُ  
هطولَ القيحِ وقيامَ الساعةِ
 
(2)
 
لأنّنا غرباءُ نمتهنُ الخشيةَ في أحاديثنا 
الداجنةِ نبتهل بقلوب شتّى
وضمائرنا تفتش عن حدسٍ نفعيٍّ
في الأوقاتِ العصيبة
وكذلك الخصومات لها مسالكُ
الكشفِ عن طوائفَ غير متصالحةٍ
تزيحَ الستارَ عن وجهٍ سلطويّ
يتسلّحُ بالدين تارة 
وبالمحظيّاتِ القبليةِ 
لا حيلةَ لنا
في دواخلنا تراكماتٌ
فجّةٌ.. نمسك (بالبَخَت) وبسننِ  
شيوخ القبائل.. وهي تشهرُ بين الفرقاء
رايةَ العباسِ إيماناً.. بديمومةِ الصلحِ
وتنسى جريرةَ قابيلَ
لأنّ الدولة غائبةٌ.
 
(3)
 
الخطيئة وجهٌ للعتمةِ
وآخر صيحاتِ الربِّ
وأنت تدور بفلكٍ منسيٍّ
وذواتٍ منهكةٍ
تمدّ يداً بحثا عن نقطةِ
ضوءٍ.. عن خلاصٍ ممتدٍّ
في أضرحة ذاتَ قِبابٍ
هل نحظى بالتوبةِ...؟
فلتكن.. آخرَ همِّنا
فليس هناك بارقةٌ 
تلّوحُ
بالتوقفِ ومجانبةِ الرذيلة 
ونحن نمارسُ وعيّاً مجتزئاً