البستاني

ثقافة 2021/04/04
...

 سلام البناي
ليتني رافقتُه منذ زمن
بعيد.. وهو يُعَبّدُ خريطةَ
التراب.. ليمرَّ ضاحكا بين يديه
الماء.
ليتني شربتُ أسرار تهجُّده
عندما كان ينزف بلا أنين.
ذاتَ صحبة
وحيدة أشرتُ إليه
أن لا يبالغ
في هندمة الأغصان.
ولا يفضح أنوثة الوردة
لأنَّ الحدائق بلا رفيق
ولا تأمن خذلان الفصول.
كم تمنيت أن يعلمَني
إيقاع الرعشة في يديه
ويتوّجني خليفته
عندما الوردة تنام.
فهو من سلالة الماء
يعرف أسرار الطين
وما تكتبه الأنهار.
لكنه تشبَّثب الرحيل
دونَ أن يتلوَ عليَّ
آخرَ وصاياه.
كان يعرف – ربما – 
أني لا أطيق
فوضى الخريف. 
لذلك قال لي
وهو يخنقانك ساره
احرثْ بظلّك
ما تساقط في عنق السواقي
واحترفْ قطاف الضوء
في المساء..