علي الخفاجي
في خضم عقدة تشكيل الحكومة اللبنانية وتداعياتها على المستوى الاقتصادي للشعب اللبناني، الذي أصبح يعوم في بحر الفقر وانخفاض سعر الليرة اللبنانية الى أدنى مستوياتها، سعت الأطراف السياسية اللبنانية الى تشكيل حكومة توافقية لخروج لبنان من المأزق،
الذي تعيشهُ من خلال تكليف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بتشكيل حكومته، وعلى اثر ذلك توالت الاجتماعات وكان آخرها في قصر بعبدا، من خلال زيارة سعد الحريري رئيس الحكومة المكلف الى رئيس الجمهورية ميشال عون، مصطحباً معه أسماء الكابينة الوزارية الخاصة بتشكيل الحكومة والتي لم يحصل عليها توافق، ومن ثمَّ اتسعت الفجوة بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف، حينما ذكر رئيس الحكومة اللبنانـي سعد الحريري بأن الميشال عون هو من يقف حجر عثرة في برنامج تشكيل الحكومة؛ ماجعل الرئيس عون يرد على رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري بحراك دبلوماسي يجمع فيه كل من سفراء فرنسا والمملكة العربية السعودية في لبنان، وأكد في اللقاء تسهيلهُ إجراءات تأليف الحكومة بخلاف ما يُروّجه الحريري وأنه يسعى لتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، ومن خلال اللقاء ذكر السفير السعودي في لبنان وليد البخاري أن رئيس الجمهورية كان ممتعضاً من تصريحات الحريري وذكر عبارة، إعتبرته مثل أبني لكن تبين انه بلا وفاء .
رسالة بعبدا الى بيت الوسط رد عليها رئيس الوزراء سعد الحريري، والتي أعدها استفزازية، وبين أن مهام رئيس الجمهورية النظر في دستورية تشكيل الحكومة ومراعاتها في ميثاق العيش المشترك، ومن ثمَّ إصدار مرسوم جمهوري لتشكيل الحكومة، بالاتفاق مع رئيس الوزراء المكلف .وكما أن الرسالة التي أرسلها رئيس الجمهورية جرت على غير العادة، لأن التخاطب بين الرئاسات يجب أن يكون سرياً كما هو معتاد، ما يشير الى وجود نية مبيتة واحتقان للنفوس وعدم صفاء النية، وكما أكد الحريري من خلال إجابته على رسالة الميشال عون أن رئيس الوزراء المكلف، هو الذي يضع مسودة الحكومة ويبلغها الى رئيس الجمهورية وإن رئيس الجمهورية له الكلمة الفصل بقبولها أو رفضها أو طلب التعديل عليها؛ والتعابير التي وردت في رسالة بعبدا الى بيت الوسط إستفزازية، وان هذا التصرف مقصود والهدف منه دفع الحريري الى الاعتذار عن تشكيل الحكومة .حرب الرسائل اشتدت وألقت بظلالها على المواطن اللبناني، الذي بات ضحية لتناكفات السياسيين والتي بدورها اثرت سلباً في واقع اللبنانيين المعيشي والاقتصادي، فسريعاً ما قفز الدولار الى أعلى مستوياته، نتيجة لهذه الرسائل وبالتالي عدم تشكيل الحكومة ما يشير الى أن انخفاض قيمة الليرة، هو بفعل سياسي ولا يمثل القيمة الحقيقية لسوق التداول .