امراض اجتماعية

آراء 2021/04/04
...

 
 سرور العلي 
 
فوجئت قبل أيام أثناء تصفحي لمنصات التواصل الاجتماعي بمشاهدة صورة لفتاة تنظر إلى الكاميرا، وعلى محياها ابتسامة ودودة، وبجانبها يجلس رجلا يرتدي زي الكلاب، ولأن الظاهرة غريبة ولم نعرف عنها الكثير، قررت البحث عن هذا الطقس الذي بدأ بالانتشار في السنوات الأخيرة بمختلف 
الدول.
ويبدو أن كثيرين ممن يمارسونه يرغبون في أن يحيوا حياة الكلاب، إذ يرتدون الثياب المصنوعة من الجلد والمطاط، والقريبة من هيئة الكلب، معللين أن هذا الحيوان يعيش حياة مرفهة، ولا يشعر بالمسؤولية، ويعيشون من يقلدونه حياتين في وقت واحد، حياتهم الطبيعية، وبعد ممارستهم هذا الفعل، وغالبا ما يعرضون أنفسهم على الآخرين، لتبنيهم كحيوانات أليفة، ويتصرفون كالكلاب أثناء تناول الطعام أو السير على أربع قوائم، مقابل الحصول على مبالغ مالية.
وأشار مختصون في علم النفس الى أن المنخرطين في هذا النشاط، هم ممن تعرضوا لضغوطات نفسية في صغرهم، وأصيبوا بالاكتئاب والقلق، أو عانوا من التنمر لسنوات عدة. 
وبدأت تلك الظاهرة منذ عقد التسعينات من القرن الماضي، والتي من المرجح أن تصبح نمط حياة اعتيادية نتيجة لتبادل الثقافات، والهوس بالتقليد، ويتسابق الصناع والمبتكرون على ابتكار أجهزة متطورة، بإمكانها تحريك الرأس أو الذنب، وتطوير أدوات أخرى خاصة بالكلاب البشرية، وإيجاد مدربين محترفين لتدريب من يرغب على العيش كالكلب.
وبدأ الأمر بشكل هزلي داخل المنازل، إلى أن تطور، وظهر للعلن ليمارس في الشوارع وجميع الأماكن العامة، ويتنافس ممارسوه على طريقة النباح، والدخول في مسابقات مع بعضهم البعض، وأكد المختصون أن هؤلاء مصابون باضطرابات شخصية، وممن يحتقرون ذاتهم، ويرغبون بتعذيب أنفسهم.  
وتشكل تلك الظاهرة خطرا إذ ما انتشرت في مجتمعاتنا العربية، كونها تهدد الأعراف والقيم السائدة والمحافظة، واتصافها بالانحراف والشذوذ، وفيها إذلال للبشر الذين انعم الله عليهم بالعقل السليم، لاسيما نحن اليوم في عولمة متسرعة، واطلاع أكثر على ثقافات مختلفة، ورغبة الشباب في تقليد كل ما هو غريب وغير مألوف، كارتداء الثياب والمجوهرات، والظهور بتسريحة شعر غير ملائمة لمجتمعنا، أو مخالفة الأنظمة الأسرية، والقيام بأنشطة وفعاليات تثير الانتباه وتلفت الأنظار.