الصناعات الغذائية

اقتصادية 2021/04/04
...

ياسر المتولي 
 
غالباً ما يعاني المزارع العراقي من عدم قدرته على تحمل كلف الانتاج، لأسباب منها انفتاح السوق والاستيراد غير المنتظم وبذلك تجد المنتج المحلي في تراجع ولا يغطي كلف الانتاج، خصوصاً في فترات ذروة الانتاج .
واليوم واتساقاً مع التطور اللافت في الوفرة في الانتاج الزراعي العراقي في العديد من المحاصيل والمنتجات الزراعية وبهدف ديمومة تحقيق الامن الغذائي، تقتضي الحاجة الى دعم مشاريع الصناعات الغذائية لاستيعاب الانتاج الفائض عن حاجة الاستهلاك للمحافظة على توازن عرضه والطلب عليه .
ويمتلك العراق بنى تحتية للعديد من مشاريع الصناعات الغذائية المختلفة كمعامل المعجون والدبس، اضافة الى مجازر الدواجن، ومحطات الابقار وبمئات المشاريع التي كانت تسد الطلب المحلي.
حان الوقت لتفعيل هذه المشاريع العملاقة التي ستحقق اهداف التنمية المستدامة من خلال اسهامها بتنشيط القطاع الصناعي الخاص، والتي ستسهم بخلق آلاف فرص العمل اضافة الى استيعاب فائض الانتاج الزراعي لمحصول الطماطة والعشرات من محاصيل الخضار
الاخرى .
وبذلك تسهم الصناعات الغذائية في الحفاظ على الانتاج الزراعي وديمومته وتطوره وعدم عزوف الفلاحين عن زراعتها بسبب عدم قدرتهم على منافسة البضائع المستوردة . 
وفي هذا الصدد أشير الى تجربة قد حققت نجاحاً كبيراً حين خصصت وزارة الزراعة أراضي خاصة بزراعة الطماطة الصناعية وتخصيصها الى اصحاب معامل المعجون، والذي كان مقترحاً قدمناه في استطلاع صحفي اعددته في حينها، لمعالجة المشكلات، التي كانت تعانيها زراعة هذا المحصول في حالات شح المحصول وذروة انتاجها، فاستقرت زراعة المحصول انذاك وحققت وفرة في سد الطلب المحلي على المحصول والفائض لسد حاجة معامل المعجون .
لذلك فان تشغيل المعامل سيساعد على امتصاص فائض المحصول وتحقيق جدوى اقتصادية للفلاح والمزارع في الاستمرار بالانتاج .
هناك جدوى اقتصادية في تشغيل المعامل المتخصصة بالصناعات الغذائية، تتلخص بوفرة الانتاج وتوفير آلاف فرص عمل للعاطلين مع توفير الامن الغذائي المهدد بحسب تقارير الوكالات الدولية للغذاء، ومن ثم توفير العملة الصعبة التي تقدر بمليارات الدولارات التي تخصص لاستيراد الصناعات الغذائيةً.
ثم ان وفرة الانتاج ستحفز السوق التجارية من خلال تعويضها للمستورد فتنعتش تجارة المواد الغذائية المحلية.
اضف الى ما تقدم ان البلد كان يعاني في ما مضى من تخلف في طبيعة التغليف والتعبئة، اما الان فقد تطورت اساليب التعبئة والتغليف بهيئة جاذبة للمستهلك عدا النوعيات الفاخرة من المنتج المحلي .
فقط نحتاج الى تطوير فن التسويق للمنتج والى اتقان هذا النوع من الفنون، الذي اصبح من العلوم التي تتضمنها الدراسات الادارية والاقتصادية.