بعض من واقع الحال

الرياضة 2021/04/07
...

خالد جاسم
منذ أيام والمشهد الكروي العراقي يسوده نوع من الارتباك والجلبة المزدانة بتحركات وتجمعات وتجمهرات واجتماعات ولقاءات وعزائم وولائم متوزعة في بغداد والمحافظات .. ومع هذا الكرنفال المتجدد يوميا تتسابق العديد من الجهات الرياضية وغير الرياضية أيضا كما يتزاحم أهل الكرة ومن هم مصنفون خارج الرياضة وكل منهم قد ارتسمت على محياه ابتسامة عريضة متفائلة وبراءة الاطفال في عينيه على احتلال مقاعد الصدارة في الواجهات الاعلامية الرياضية كما يتزاحمون على احتلال المقاعد الأولى في الاجتماعات والدعوات الصباحية منها والمسائية بعد وصول ممثلي الاتحادين الدولي والاسيوي لكرة القدم الى بغداد واجتماعهما مع مختلف الأطراف الكروية لأجل التوصل الى خلاصات وجداول حاسمة تضع صورة مستقبلية لاتحاد الكرة القادم , وكل تلك المشاهد اعتدنا مشاهدتها بصورة يومية لاعلاقة لها طبعا بحب الوطن أو مصلحة الرياضة برغم أن معظم أبطالها يدعون أنهم وطنيون وحريصون على الكرة العراقية بقدر علاقتها بالمناصب والزعامات المعتادة في انتخابات جمهورية كرة القدم .. وبالطبع كنا سنفرح ونشد على أيادي هؤلاء الاشخاص الطامحين والطامعين في الوقت ذاته للقيادة لو أنهم أصحاب مؤهلات فنية حقيقية ليس في الاختصاص وحده بل وفي القدرة على القيادة الحقة في هذا المفصل الرياضي أو ذاك .. نعم أن المرحلة المقبلة من العمل تتطلب تغييرا كبيرا ليس في طبيعة الشخوص والعناوين الذين أكدت تجارب الأمس القريب جدا الحاجة الى تغييرهم والاتيان بدماء جديدة تستند مؤهلات أصحابها على الركائز الثلاث الأهم : الوطنية والكفاءة والنزاهة .. كما أن المرحلة المقبلة تتطلب هي الأخرى أنماطا جديدة وعصرية في التعاطي مع الملفات الكروية وفق الطريقة التي نختصر فيها الجهد والزمن لأجل خلق كرة عراقية حقيقية مواكبة للتطور الذي بلغته دول الجوار في أضعف الايمان . ولأجل تحقيق كل ذلك أو جزء منه فان المسؤولية التاريخية تحتم حضور شرطين مهمين نضمن من خلالهما حضور من أشرنا اليهم من أصحاب السجل الوطني والكفاءة والنزاهة في ادارة مقاليد العمل الرياضي .. هذان الشرطان اللذان نبقى نتمنى حضورهما هما : اللوائح والضوابط الانتخابية التي لاتسمح لمن هب ودب بدخول المعترك الانتخابي وتوصيف الهيئة العامة بالطريقة التي تضمن لها فرصة الممارسة الديموقراطية الحقيقية القائمة على اختيار الأفضل والأجدر وليس من يتكلم كثيرا أو يطلق التصريحات النارية آناء الليل وأطراف النهار أو من يقدم الوعود الفضفاضة والجميع يعلم انه غير قادر على تحقيق ربعها ولا نقول نصف الربع منها .. حيص بيص رياضتنا مستمر وسيتضاعف وتتجدد ألوانه حتى ينفضّ المولد الانتخابي وعندها سيكون لكل حادث حديث.