خطط لتحفيز الاقتصاد

اقتصادية 2021/04/07
...

د.سعد الطائي
 تستعمل خطط التحفيز أثناء الأزمات الاقتصادية التي يتعرض لها النظام الاقتصادي في فترات الركود وتراجع الأداء الاقتصادي من أجل إعادة الانتعاش ما أمكن للحياة الاقتصادية التي تضررت بفعل الازمة التي تعرضت لها.
وفي بلدنا فإن الأزمة الاقتصادية الحالية التي نمر بها جراء جائحة كورونا وتأثيراتها عالمياً وانعكست سلبيا على جميع المرافق الاقتصادية في بلدنا، بفعل الاعتماد المفرط لاقتصادياتنا على مورد أحادي. وتعرض الاقتصاد الوطني لمرحلة ركود ناجمة عن قلة التدفقات المالية في الأسواق التجارية وتوقف او بطء معظم الاعمال الاقتصادية وقلة الاستثمارات لعدم اقبال المستثمرين على المجازفة في انشاء او الاستمرار بالمشاريع الاقتصادية المختلفة نتيجة التردد والخوف من المرحلة المقبلة، بفعل ضبابية وعدم اليقين في ما يخص أسعار النفط الخام عالمياً، كل ذلك انعكس سلباً على واقعنا الاقتصادي بشكل عام.
الأمر الذي يتطلب من الجهات المختصة العمل على وضع خطط اقتصادية علمية الهدف منها تحفيز اقتصادنا الوطني وانعاشه وتحريك عجلته بدل التباطؤ الذي يشهده حالياً. ويمكن ان تكون هذه الخطط قصيرة الاجل ومتوسطة وطويلة الأجل، كما انها يمكن ان توجه لقطاعات اقتصادية رائدة او قطاعات اقتصادية معينة فرعية يمكن عن طريق دعمها وانعاشها تحفيز القطاعات الاقتصادية بالنتيجة لاحقاً. ويمكن العمل على تقديم قروض ميسرة لإنشاء المشاريع الاقتصادية المختلفة سواء الصناعية او الزراعية او العمرانية او الخدمية وغيرها من أنواع المشاريع الأخرى من أجل ادامة عملها في حال اضطرت الى الاغلاق نتيجة الظروف الاقتصادية الحالية. الأمر الذي يحتم انعاشها بواسطة خطط الدعم.
كما أنه يمكن بواسطة تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية عن طريق توفير الحوافز والتسهيلات المشجعة لهم سواء بواسطة التشريعات او عن طريق الإجراءات الإدارية والفنية المبسطة أمامهم، العمل على جذب المزيد من المستثمرين المحليين والأجانب في مختلف أنواع المشاريع الاقتصادية التي يمكن عن طريقها إنعاش الوضع الاقتصادي الحالي، وهو ما يصب في خطط تحفيز اقتصادنا الوطني من أجل العبور به الى مرحلة الحالة الطبيعية وتجاوز تبعات الأزمة الاقتصادية الحالية.
كما أنه يمكن تشجيع المواطنين على إيداع أموالهم في البنوك بدل اكتنازها لديهم عن طريق تقديم المحفزات المناسبة لهم، ومن ثم توظيفها في المشاريع الاقتصادية المختلفة بدل تعطيل هذه الكتلة النقدية الهائلة والمخزنة لديهم نتيجة عدم مجازفتهم وعدم شعورهم بالاطمئنان في إقامة أو المشاركة في المشاريع الاقتصادية المختلفة.
إن خطط التحفيز للاقتصاد العراقي في الظروف الحالية تعد من الأمور غاية في الأهمية من أجل التخلص من النتائج السلبية للأزمة الاقتصادية والنجاح في إدارة الأوضاع الاقتصادية بالشكل الأمثل، وبما يحقق اقصى النتائج الإيجابية.