حلم قريب

الرياضة 2021/04/08
...

علي حنون
إذا أردنا أن نَركن الى توقع بعينه، فإننا يقينا سنكون إزاء اعتقاد ملؤه التفاؤل بان القرار الخليجي سيأتي، هذه المرة، داعما لملف البصرة، نظير النجاحات، التي حققها العراق باحتضانه، خلال الفترة، التي سبقت ولادة جائحة كورونا، عديد المباريات الرسمية بينها مواجهة لاستحقاق جاء ضمن نهائي بطولة الأندية الآسيوية، والأخرى مُقابلات تندرج في خانة اللقاءات الدولية الودية، وهي مُناسبات سجلت توفيقا كبيرا لمنظومتنا الرياضية وتحديدا كرة القدم، في تامين إقامة مباريات جماهيرية نالت استحسان كُل من تواجد في البصرة من الأشقاء والأصدقاء، وهذا ما يجعلنا نشعر بان رحلة اللجنة التفتيشية، التي وضعت أوزارها يوم أمس الأربعاء، بمؤتمر صحافي ايجابي، قد أينع غرسُها ثمارا طيبة وأتى وقت قطفُها.
وما يُضيف لرصيدنا حزمة جديدة من التفاؤل، هو أن رئيس وأعضاء لجنة التفتيش جهروا برؤاهم، التي جاءت مُشجعة وداعمة الى درجة كبيرة، باتجاه منح ملف البصرة الضوء الأخضر، خاصة وان الجولات، التي نفذها فريق اللجنة طال عديد المرافق وأبدى في أثرها، الجميع رضاهم بما وقفوا عليه من تحضير جيد، فضلا عن الرغبة الكبيرة، التي تلمستها اللجنة لدى العراقيين والبصريين تحديدا في أن يفتحوا (دواوينهم) لاستقبال الأشقاء في كرنفال فرح طال انتظاره، ما دفع أعضاء اللجنة الى الجهر بدعمهم لملف فيحاء العراق، الذي ينتظر المُوافقة والقرار الفصل من الاتحاد الخليجي.
ولعل الرسائل الايجابية، التي تلقاها الجانب العراقي قبيل وصول اللجنة المُكلفة بزيارة المرافق الرياضية وغيرها في البصرة، عبدت طريق التقييم أمام اللجنة وجعلتها تشعر بان الجو العام في دول الخليج يذهب باتجاه منح البصرة حقها، من خلال دعم ملفها في تضييف النسخة 25، وما يُسند ذلك هي التصريحات الايجابية، التي أتت على ذكرها اللجنة، وحتى الملاحظات، التي دونتها في سجل الزيارة، لا ترتقي الى الحاجز، الذي يُمكن أن يُصادر حلم الجماهير العراقية في استضافة البطولة.
وبلا ريب، فان للبطولة أهمية تتعدى ملاعب كرة القدم فهي تحتضن عديد الرسائل، والذين يُركزون فقط على جانبها الفني ومُعطياته، ويتركون بقية الزوايا، التي تُشكل أضلاع معادلة البطولة، ربما تنحصر رؤاهم في اتجاه واحد، وهذه رؤية غير منطقية، حيث أن للبطولة أوجها أخرى تطال المشاهد السياسية والأمنية والاقتصادية والفنية، فضلا عن كونها مُناسبة يرتمي الأشقاء في أحضانها خوضا في مكنونات الود والمحبة والأخوة.
تأسيسا على ما جئنا عليه، فان رغبتنا والجماهير وغيرنا في تنظيم العراق وبصرته للبطولة، يتعدى حدود الرؤية الفنية مع أنه إحد المعايير المُنتظرة، إلا أننا ننشد من نجاح ملفنا، توجيه برقيات عاجلة، بصدد استقرار بلدنا وانه بات بيئة حاضنة للاستثمار ما يعني إمكانية دخول الشركات العربية والأجنبية للبحث عن فرص استثمارية في البصرة والعراق عموما، وبالنتيجة سَيُشكل ذلك عامل دعم حقيقي للاقتصاد الوطني وفتح آفاق جديدة للإعمار وتوفير فرص العمل لعشرات الآلاف، ذلك أن الإعلام، الذي سَيُسلط وكالعادة على بطولة الخليج، سيعمل على تسويق تفاصيلها الى أرجاء المعمورة، لذلك نتمناها عراقية بصرية هذه المرة.