انسجاماً مع أغنية ديانا حداد الخارجة عن الأعراف (أصلا حلو التغيير)، التي غنتها مشيدة بالعطل الاجتماعي الذي يصيب العلاقة الزوجيَّة بالخسران، تبدو حفلات الطلاق الخارجة عن العرف مثار احتجاج مستمر ورفض واضح، ذلك بسبب تبشير مفردات الأغنية بضرورة الانفصال والتغيير، وهدم العلاقة الزوجيَّة المقدسة التي يريدها المجتمع الشرقي والغربي ايضا راسخة مبنيَّة على الحب والتفاهم المتبادلين.
تاريخيَّاً وجدت ظاهرة حمل الزوجات في عيدٍ أو احتفالٍ موسمي في الغرب, احتفاءً بالعلاقة الزوجيَّة السعيدة ورفضاً لما قد يصيبها من تعد خارجي، وبذلك قامت ظاهرة اجتماعية سعيدة وبهيجة للرد على من يدعو الى التحلل الاجتماعي، وهدم هذه العلاقة الجميلة القائمة على المودة والتعاون المثمر، من أجل عموم الأسرة وذلك بإحياء تقليد اجتماعي آخر بني منذ القرن قبل الماضي في غابات فنلندا وفي أواسط القرن التاسع عشر الميلادي, ظهر اللص روسكو زنكنين مع مجموعته من اللصوص ليهاجموا القرى ليلاً ويخطفوا الخراف ويحملوها ركضاً خارج حدائق المنازل الفلاحية او وسط الغابات, وهم بذلك يعكرون صفو القرية ويدفعونها للحراسة واليقظة ليلا, لكن تلك الحراسات لم تنجح اول الامر.
كان اللص روسكو يغير هجماته وينتقل الى قرية اخرى ليقوم بالسرقة المباغتة للخراف ليلا مما يستوجب القلق والسهر، بينما مضت عصابة روسكو في سرقاتها حتى تطور الامر بأن قام رجال العصابة بخطف عدد من الزوجات من خدورهن! عندئذ اجتمع مقدمو القرى الفنلندية, واعلنوا حالة الطوارئ لمطاردة عصابة روسكو الخبيث, ومن وقع في ايديهم منهم قتلوه.
ذات ليلة امسك رجال إحدى القرى اللص روسكو وهو يخطف زوجة احد الشبان فاقتادوه الى وسط القرية مقيدا وسط حراسة مشددة وابتهاج كبير، مستمرين في حراسته هذه المرة وهم يستنطقونه عن سرقاته وجرائمه.
في الصباح تم قتل روسكو في الحادي عشر من تشرين الاول / اكتوبر, وقد تم في العام التالي الاحتفال بذكرى انتصار قرى مدينة (سونكا يار) الفنلندية باجراء مسابقة بين شباب المدينة.
ظل الاحتفال محليا وتقليديا ولم يأخذ الطابع الوطني بعد, لكن سكان المدن والقرى المجاورة لمدينة سونكايار كانوا يحضرون الاحتفال وقد يشارك البعض فيه.
اتسع نطاق الاحتفال بحمل الزوجات تدريجيا وصار عيدا وطنيا بتقادم الزمن, وفي عام 1994 دعت فنلندا الدول المجاورة والدول الاوروبية الاخرى للمشاركة في هذه المسابقة، ووضعت جائزة للزوجين الفائزين.
صار لزاما على الدول المشاركة أن تجري مسابقة محلية لاختيار الفريق المشارك الذي يتكون من عدد من (الكبلات).
في مدينة (مين) الأميركية منذ فترة جرت المسابقة المحلية بين مئات الازواج ليفوز الفريق الذي سيسهم في المسابقة الدوليَّة لحمل الزوجات.
صار على الفرق المنافسة ان تختار إحدى الطريقتين لحمل الزوجة, والطريقة الاولى ان تضع الزوجة يديها حول رقبة الزوج ليركض بها الـ263 مترا ونصف، وسط المستنقعات والمطبات ليصل خط النهاية, والطريقة الثانية هي طريقة(آيسلندا)، حيث تضع الزوجة الاسلندية رأسها الى الاسفل ويحتضن الرجل ساقيها وهو يركض بها، شرط ألا ترفع المرأة رأسها الى الأعلى طيلة الركضة المباركة, فأنْ فعلت ذلك أو استنجدت خرجت من السباق!
وضع سكان مدينة (سونكا يار) الفنلندية، التي تجري فيها المسابقة الدولية (عددهم2400 نسمة) شروطا خاصة للزوجين المشاركين, منها ألا يقل عمر الزوجة عن (17) سنة, وألا يقل وزنها عن (49) كيلوغراما, وألا يقل عمر الزوج عن (21) عاما دون ان تحدد وزنه.
جائزة الزوجة هي عشرة دولارات عن كل كيلو من وزنها وجائزة الزوج، هي برميل من المشروب المحلي بقدر وزن المتسابق الفائز، فضلا عن جوائز تقديرية اخرى.
هكذا تطور امر القبض على لص الزوجات الى مسابقة دوليَّة يفرح بها الناس ويبتهجون، ويؤكدون رسوخ المحبة والعلاقة الزوجيَّة الناجحة.