(يوم للصدق)

اسرة ومجتمع 2019/02/09
...

شيماء عماد زبير
لفت نظري عبارات طرحت فكرة مهمة للكاتبة (ليندا فيلد ، في كتابها من اجل حياة رائعة) تقول فيه.
 
قد تعتقد بأنك شخص صادق ، ولكن دعنا نلق نظرة على يومنا ونسأل أنفسنا في نهاية اليوم التالي :
 
* هل كُنا صادقين طوال اليوم ؟
 
* هل نشعر (بالراحة) عندما نقول أننا كُنا 
صادقين ؟
 
* هل شعرنا خلال اليوم بالغضب أو الحزن أو بأي شعور آخر ولم نعبر عنه ؟
 
والآن هل حاولتم في سركم الإجابة على هذه الأسئلة التي طرحتها الكاتبه (ليندا فيلد) ..ان فعلتم ستكتشفون حقيقه مخيفة (بلاوي) أهمها أننا نكذب كثيرا ، كثيراً جداً وان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة أعظمونحن نكذب على أنفسنا اولا ونتوهم صدقنا هكذا فقدنا مهارة قول الصدق كلما تكلمنا ووصلنا لمرحلة خطيرة اذ لم نعد نعرف كيف نحتفظ بالحقيقة حتى بيننا وبين أنفسنا او اضعف الإيمان كيف نكن مدركين لجميع المرات التي نكذب فيها حتى ان كان سهواً منا او تحت بند المجاملة بمعنى كذبة لاتضر احدا .حتى لاأصٓعب الأمور اكثر عليّه وعلى القراء الكرام . 
من ماذا نخاف ؟ لماذا لانتكلم بصدق بل ونصف من يعبر عن مكنوناته بصدق بانه وقح وسليط ! رغم اننا لو عدنا لقاموس لغة العرب وترجمنا اي عبارة صدرت من الشخص الذي يصفه الآخرون بالوقاحة فقط لانه عبر بصدق عن رأيه  لوجدناه لم ينبس ببنت شفه من خطيئة او تجاوز لمحظورات ولكننا لحجم ما أمتلئنا بالكذب أصبحت عقولنا ترفض قول الصدق ، هناك اتهام اخر يواجهه من يتحدث بالصدق انه يتباهى مختالا فخورا ! 
أليس من حق الانسان الصادق ان يتباهى بشجاعته لانه إنسان نادر في زماننا ثم انه إنسان ذكي لانه أدرك ان صدقه مع نفسه اولا جعله يكتشف الحقائق التي يحتاج قولها فقط وان لايزيد ولايماري ولا يجامل ولا يقع في فخ النفاق ، ثم ان الانسان الصادق يدخر الكثير من الطاقة الفكرية والروحية والوقت لان الكذب يحتاج لطاقة جبارة من العقل والروح  استمرارك في هدرها سيفقدك طعم السعادة الحقيقية وراحة البال ثم إن الصدق يختصر الوقت ويجعلنا نصل لاهدافنا بسرعة أكبر عكس مايتصور  الكذابونبأنهم يخادعون للوصول لاهدافهم بصورة  أسرع  عجبا لماذا نفعل كل هذا ولماذا نتذوق الكذب ولانتذوق شجاعة الحقيقة ؟! 
والآن ان طلبت منكم الأقدام  على فعل امر بالغ الصعوبة وهو ، (جربوا ان تقولوا الصدق طوال اليوم؟( . 
لاتضحكوا مستهزئين ، لاتهربوا جربوا فقط ليوم واحد قولوا الحقيقة بهدوء وبصورة سهلة عٓبروا عن مشاعركم بسلاسةٍ ان كانت تذمرا او فرحا او حبا او كُرها قولوا أرائكم في العمل والبيت بصوره طبيعية وسهلة من دون ان تجرحوا احدا وهذا ممكن جداً ببذل بعض المجهود للعودة الى مافطرناالله عليه وميزنا عن سائر مخلوقاته به ألا وهي (قدره الكلام) فلماذا تفوقت علينا مخلوقات اخرى لا تنطق ولكنها تفوقت بالصدق فهي شجاعة وتعبر بأسلوبها عن صدق ماتحس وتدرك رغم انها مخلوقات لم يٓمُن الله عليها بنعمة الإحساس والتعبير كما مٓنَّ علينا ، هل تدركون الان كم حطمنا من قدر أنفسنا ونعم الله علينا بالكذب .
اخيراً حتى لا أطيل عليكم أتمنى ان تكون الفكرة قد وصلتكم ومن يمتلك شجاعة فليجرب يوما من الصدق وان ثبت فليستمر ،  وان كذب فليدرك انه كذب وهذا اضعف الإيمان وشيئا فشيئا سيستعيد كل منا قدراته العقلية السليمة وسنتخلص من جنون الكذب الذي غلفنا أنفسنا به بقصد او دون قصد فلندعو جميعا ليوم من الصدق ولنتوكل .