شبق دوّار رأسك

ثقافة 2021/04/13
...

  الحسين بن الخليل
منذ متى يعني للموتى طعم الحمم 
أو لون انبعاثات البراكين المعتم 
أو سواد شغاف قلب شحاذ 
يرفع قدمه اليمنى على القبر 
السحابة قادمة 
وأنا أنتمي للموتى 
الأجراس تمتاحها رئتي الثالثة ...
برنينها المعدني الراجف 
وثمة عاصفة تدور معي وبي 
السحابة قادمة يقف في قصبتك الهوائية 
أيها اللون المتحلل 
طريقي أفعى 
جادتي فراش يفرد أجنحته 
وأنا أركب ظهرك 
من أين يعرف سجناء المنافي 
أنني أهرب بعروق يابسة مما قبل 
اختراع الحِبر الأبيض 
أو من أين يكتشف ثقب 
الثقب حين لا يستطيع أحد مواراة الخيط 
خيطك يتدلى من عمقي 
تتلاعبين بالأميال بمسافة نهد وسرة 
هذه السماوات مملوءة بغبار جسدك 
لما هذا الخوف الآن 
ماذا لو كان البركان الثائر ناعما 
أو بفوهة قلقة 
شتان ما بين هرولة 
رجل على شراشف تستعد للتلوي 
وجرأة امرأة تغرز 
أصابعها في أضلاع تستعر 
أننا نفقد أنفاسنا 
فلا طائل من دورانها في رئة مثقوبة 
أشربي أكثر مما ينبغي لامرأة مشتغلة 
ودوري أن يفور ماء ثغري 
نتبادل أدوار البطولة 
أنت تهذبين العاصفة 
وأنا أشعلها 
أنا مَلك النفخ في الرماد 
وأنت جسد سئم البرد 
هكذا نواصل اللعب مع البراكين 
متى ما بصقت جرأتها 
الكاوية.. سيهدأ ريق النهر 
الساخن.