بغداد/ رشا عباس
لا تعترف المواهب بكل أشكالها وأنواعها بالعمر، لذلك استطاع الطفل موسى صعب (6 أعوام) أنْ يُبرز اسمه وسط المواهب الفنيَّة المتعددة.
يعمل صعب على رسم كل ما تقع عليه عيناه بدقة شديدة، فعندما تشاهد لوحاته تشعر أنك أمام موهبة كبيرة، أطلق عليه الفنان أحمد حلمي اسم "بيكاسو العراق" خلال استضافته له ببرنامجه (نجوم صغار)، ويحلم الفنان الصغير برؤية أعماله يوماً ما في
أحد المتاحف العالميَّة.
ذاعَ صيته في شارع المتنبي عندما شارك في معرض يتضمن رسومات كارتونيَّة من وحي الخيال وسرعان ما اكتشفت هذه الموهبة والدته وذهبت به الى دار ثقافة الأطفال التي كانت له الحاضنة الحقيقيَّة لتقدمه بشكل صحيح. التقت به "الصباح " أثناء افتتاح معرضه الشخصي الأول الذي أقيم مؤخراً في المرسم الحر التابع لدائرة الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة فقال: "أطمح أنْ أكون فناناً يمثل العراق بأعماله وأنْ أسيرعلى خطى الفنان جواد سليم"، ملوحاً الى إحدى رسوماته (نصب الحرية) التي رسمها بخطوط فنية عريضة تفوق عمره، لتقاطعه والدته ندى حسن بالقول: "عند مروري من منطقة الباب الشرقي كان موسى برفقتي وهو يتطلع الى نصب الحرية.. وقتها أصرَّ على الجلوس أمام المارة ليرسم النصب، متسائلاً عن اسم الفنان وأنا أجيب الى أنْ أكمل رسمته"، مشيراً الى النصب: "أنا في المستقبل أكون مثل صاحب هذا العمل".
بدأ موسى يخاطب والدته بالرسم عندما يطلب الطعام أو يريد مشاهدة التلفاز وهو في الثالثة من عمره، اكتشفت أنَّ ابنها موهوب وبدأت توفر جميع مستلزمات الرسم من الألوان والأوراق وجعلت من غرفته عالماً خاصاً به.
الناقد التشكيلي قاسم العزاوي أبدى إعجابه برسومات موسى المتمكنة جداً والتي كانت أكبر من عمره قائلا: "موسى حقا كما يكنى "بيكاسو" العراق فأعماله تتسم بقوة الخطوط والعفويَّة والأفكار الجميلة.. فقد استطاع أنْ يحول عالم الطفولة الى مادة فنيَّة مربيَّة ومستهدفة لأقرانه من الأطفال ليقول لنا نحن الكبار إنَّ هذه الشخصيات التي نشاهدها تؤثر فينا وتترك بداخلنا ما يفعلونه على شاشة التلفاز".