لا للتذاكي على الناس

اسرة ومجتمع 2019/02/10
...

 حسين الصدر 
 
- 1 -
 
 
يُخيل لبعض المتذاكين علينا انهم يستطيعون أنْ يُديفواالسُمّ بالعسل دون أنْ يتنبه لذلك أحد ..!!
 
وهم لا شك واهمون ، ذلك أنَّ الواعين من الناس لا تنطلي عليهم هذه الحيل ، وبالتالي فانّ المبّطن المخفيّ يُكتشف ويُعلم، وما أكثر الفضائح في هذا المضمار ...!!
 
- 2 -
 
تصدّى أحد المحترفين لتسويق (محمد بن سلمان) عراقيا ، عبر برنامجه الخاص في احدى القنوات الفضائية – وركزّ على شجاعته ، وأسبغ عليه من الصفات ما يقفز به الى مصاف كبار القادة المصلحين (...)
 
والسؤال الان :
 
كيف تَمّ ذلك ؟
 
والجواب :
 
انه استغل نقمة العراقيين على الفساد والمفسدين فأثنى على الطريقة التي استخدمها (بن سلمان) في القاء القبض على مجموعة من كبار رجال الدولة والشخصيات ذات المكانة والنفوذ الكبير واعتقلهم في فندق فخم بدلاً من الزنزات الموحشة ، ولم يُطلق سراحهم الا بعد ان حصل منهم على ما زاد عن اربعمائة مليار دولار ..!!
 
 - 3 - 
 
وجعل المحترف المذكور – نفسه ناطقا باسم العراقيين جميعا حين قال :
 
انهم يحبون (بن سلمان) ويتمنون ان يكون في العراق من يماثله ويشاكله في مبادرته تلك ، ليستطيع البلد ان يسترجع شيئا مما نَهَبَهُ المفسدون منه ..!!
 
- 4 -
 
والسؤال الآن :
 
من قال لك :
 
ان العراقيين مفتونون ( بابن سلمان ) كما فتنتَ بدولاراته وسال لعابك فانطلقت تُمجّد وتُشيد وتَمْتَدِح بما انطوت عليه شخصيتُه من ملامح القيادة والريادة (...) ؟
 
-  5 -
 
وتأتي هذه المحاولة البائسة في خضّم الجريمة المدوّية عاليّا ، والتي لا يصح افتراض وقوعها دون أنْ تكون بأمر من (ابن سلمان) – واعني جريمة قتل ( جمال خاشقجي) في مبنى القنصلية السعودية باسطنبول وتقطيع أوصاله ، واخفاء جثته في جحرٍ من الجحور – الأمر الذي كانت له ردود فعل قوية منها ايقاف بيع السلاح للسعودية من قبل المانيا ، والضجة الكبرى التي لم تهدأ حتى الان في مختلف بقاع العالم ، لا في البلدان العربية والاسلامية وحدها .
 
ان الدول بدأت تعيد حساباتها في (ابن سلمان) بعد هذه الجريمة الفظيعة التي لا يمكن اعتبارها احدى الجنايات العابرة ، وانما هي مصداق واضح لما يمكن ان نسميه (بارهاب الدولة) وهو أخطر انواع الارهاب .
 
كيف تنسى التناقضات الرسمية في قضية خاشقجي ؟
 
ما معنى ارسال الجلاوزة المختصين بالقتل والتقطيع – بما فيهم الطبيب العدلي – الى اسطنبول ، وتواجدهم في القنصلية السعودية في الموعد المحدد للمغدور به لتنفيذ خطتهم الجهنمية ؟
 
انّ الكل يعلم بانّ (خاشقجي) رفض العودة الى بلاده فهل القتل والتعذيب وتقطيع الاوصال بوحشية متناهية وهمجية فائقة ، يتماشى مع ما ترسمه الشرائع والقوانين بحق المتململين من سطوة الحكّام ؟
 
 - 6 -
 
ان تلميع صورة (ابن سلمان) – وبهذه الطريقة المفضوحة - انما يثير الاشفاق على صاحب البرنامج الذي أخفق ايما اخفاق في اقناع المواطنين العراقيين بما أراد ..!!
 
- 7 -
 
انّ رجال الاعلام – المرئي والمسموع والمقروء- أولى الناس برعاية الضوابط الأخلاقية في أقوالهم وأعمالهم .
 
ولا يُحمل التغني (بابن سلمان) المعروف بسطوته وبطشه،الاّ على محمل الطمع بعطاياه وجوائزه السخية، من أجل حفنة من الدولارات وهذا هو السقوط في المستنقع الآسن .
 
- 8 -
 
اننا لا نثق ولا نحترم المهرولين نحو اقتناص المال بالوسائل اللا مشروعة، وانهم يجنون على أنفسهم قبل جنايتهم على الشعب والوطن والتاريخ .