امتياز عراقي

الرياضة 2021/04/14
...

علي حنون
ليس من قبيل الإفراط بالتفاؤل، وإنما هو استقراؤنا لمُؤشرات توضح بان الأشقاء يَسيرون في سبيل منح العراق الضوء الأخضر لتُضيّف بصرته مُنافسات وفعاليات النسخة الـ 25 من بطولة الخليج العربي، خاصة وان مُشاهدات لجنة التقييم، التي أنهت قبل أيام جولة تفقدية لمُختلف المرافق، التي تتعلق بملف استضافة فيحاء العراق للبطولة، جاءت ايجابية وجعلت فريق البعثة الخليجية، كُل يَجهر برأيه، الداعم لملف البصرة، لاسيما بعد وقوفهم على تفاصيل كانت تُعتبر احد أسباب تعكز اللجان السابقة في عدم منح الثقة للمحافظة في احتضان أي من النسخ السابقة.
نعي جميعا أن الأرضية، التي تستند اليها البطولة مُعبدة بالرؤية السياسية، وهذا الحال يجعلنا نقف على أهمية هذا الاستحقاق، والمُتآتية من جملة أمور لعل من بينها حزمة الأضواء الإعلامية، التي تُسلط عليه على اعتبار أن منطقة الخليج تمتلك قواعد صحفية وإعلامية يُشار لها ليس على صعيد المحيط الإقليمي، فحسب وإنما يطال تسويقها العالمي للفعاليات المُختلفة، وهذه الفقرة المُهمة، أن لم تكن الأهم، تجعل الحرص على تنظيم البطولة مطلبا قائما من قبل الدول المشاركة كافة.. وإذا كان مُؤشر رغبة بقية الأشقاء في التصدي لتنظيم النسخة القادمة لا يرتفع للمستوى، الذي نعتقد، فيَفترض أن يأتي مُؤشرها (أي الرغبة) لدينا عاليا جدا، كوننا نمر بمرحلة مُهمة ونقف بحاجة ماسة الى عرض ما نمتلك من إمكانات ليس على صعيد المنظومة الرياضة فقط وإنما يتعدى الأمر حدود الملاعب ليصل الى المشاهد السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وتسويقها الى العالم.
وبقدر تعلق أمر الحصول على القرار النهائي في تضييف البطولة بالجانب الآخر، فانه يعنينا أيضا وبصورة كبيرة، لاسيما وان ملفنا بات مُكتملا إلا من عدد من النواقص، والتي أكدت الحكومة أنها بصدد انجازها في غضون مدة لا تتجاوز شهر أيلول القادم.. وما يُبرهن على إدراك الحكومة العراقية على مكانة البطولة ودورها في إيصال الرسائل الايجابية الى العالم من خلال مباريات البطولة والفعاليات، التي تُرافقها، هي زيارة رئيس الوزراء الأخيرة الى البصرة وتفقده للمدينة الرياضية وملعب الميناء وتوجيهه بضرورة انجاز الأعمال
 في الموعد المقرر.
ومع الرؤية الايجابية، التي وصلتنا من خلال مُرافقتنا للجنة التقييم الخليجية، وتصريحات أعضائها سواء خلال المُؤتمر الصحفي، الذي عقدته في ختام مُهمتها في البصرة أو من خلال الآراء الفردية الجانبية لأفرادها، أو بعد زيارة رئيس الوزراء للمرافق المُخصصة لاستضافة البطولة، فان رصيد الأمنيات والتطلعات ازداد وصرنا نعتقد الى درجة كبيرة بان الأجواء السياسية والرياضية، إقليميا، داعمة وراغبة في أن تكون النسخة الـ 25 عراقية بصرية بامتياز، خاصة إذا ما أُنجزت المشاريع، التي تحدثت عنها لجنة التقييم، ووضعتها على رف المُتعلقات التي لا بد من ان يتم التعاطي معها وإنهائها، وهي نقاط اتفاق عينها الجانب العراقي ودونها في سجل ملاحظاته وشرع في العمل على تلافيها.
وما يجعلنا أكثر ثقة في قفز منظومتنا الرياضية والجهات الأخرى الساندة لعملها، على الحواجز الصغيرة المُتبقية في المشاريع المباشرة وغير المباشرة، هي ولادة المزيد من الوقت أمام الجهد الوطني، بعدما بَلغنا أن نسخة 25 سَتُرحل ربما لشهر من العام القادم لتزامنها مع بطولة العرب المُقررة نهاية العام الجاري، ما يُتيح لفرق السعي العراقية، فضاء أكثر رحابة لإكمال حلقات العمل المُتبقية.