من حديث رمضان اليوم

فلكلور 2021/04/15
...

باسم عبد الحميد حمودي
 
 
استقبلنا شهر الفضيلة والإيمان والطهر والبركة، شهر رمضان المبارك، في إطلالة روحانيَّة تدفع الإنسان الى التطلع الى ما هو خيرٌ وصالحٌ وإيجابيٌّ في الحياة.
وإذا كانت أيام رمضان الخير, أياماً تطلع الى الخير ونشدان الصلاح, فإنَّ أمسياته حافلة بتدبر سبل الصلاح والثبات الإيمان.
وكلنا يعلم أنَّ رمضان اليوم غير رمضان الأمس بأمسياته وطقوسه الاجتماعيَّة فقد حلت لعنة كورونا على العالم، وعلى المؤمن أنْ يتدبر العيش بأمان لأداء واجباته الدينيَّة والاجتماعيَّة خلال الشهر الفضيل.
أولى وسائل تدبر الأمان في رمضان هي عدم الاختلاط أو حضور المجالس العامة إلا بمقدارٍ يساعد على دوام الحياة, وإذا كان ولا بُدَّ، فيكون حضور المجالس محدوداً ويتم ضمن تقنيات الوقاية ومنع المصافحة والتقبيل وارتداء واقية الوجه عند حضور هذه المجالس.
وإذا كنا نشدد على ضرورة  التقليل من حضور المجالس العامَّة والأسريَّة الشاملة التي كنا نقيمها خلال الشهر الفضيل, فإنَّ ذلك ينطلق من حرصنا على الإنسان المؤمن ونشدان أمنه وصحته وأمن أسرته وأمن 
المجتمع.
في رمضان المبارك ينبغي ألا ننسى من هم في حاجة للمساعدة الماديَّة مهما قلت، فالظروف الاجتماعيَّة وسبل العيش لمن هم من ذوي الأعمال اليوميَّة صارت صعبة ومحدودة، ولا بُدَّ أنْ يلتفت الأقربون القادرون وذوو اليسر الى أسر هؤلاء ومساعدتهم، فرمضان شهر محبة وعطاء وتواد اجتماعي ورحمة، وإلا فلا معنى من إدراك التطلع الى عطايا الله تعالى ونحن نمنع أنفسنا من مساعدة الآخر إذا كنا من ذوي اليسر والقدرة.
شخصياً أعتقد أنَّ بمقدور كل إنسان متوسط الحال أنْ يسعدَ الآخر المحتاج بالقدر الذي يستطيع، وإني إذ ألحُّ في هذه الدعوى، فذلك لأنها هي الجزء الأساس في معنى رمضان وهو إسناد المحروم ومساعدته بالقدر الذي 
نستطيع.
لقد تحددت واجبات رمضان الاجتماعيَّة داخل الشهر الفضيل بسبب ذلك الوباء اللعين الذي أصاب العالم، وعلى الإنسان أنْ يفيد من تجارب العزلة المطلوبة بالعبادة والتهجد والعطاء بالسخاء الممكن المقدور عليه في مساعدة 
الآخر.